نيروز خاص _ عمان
كان لموقع نيروز الإخباري اللقاء التالي مع المؤرّخ العرموطي/ معد ومؤلف موسوعة عمّان أيام زمان في مقابلة صحفية تحدّث فيها عن ما يجري بعد حركة طوفان الأقصى في غزّة، وتحدّث عن احتمالات وقوع الحرب البريّة أو عدم وقوعها.
من أمن من العِقاب أساء الأدب ..
إنّ العدو الصهيوني يتمادى في حربه البربرية التي حرّمتها الشرائع السّماويّة والقوانين الدّوليّة من الإبادة الجماعيّة لشعبنا في غزة ومسح أحياء بأكملها، بما في ذلك قصف المستشفيات وذلك لأن هناك ركون أنّ الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الأوروبي يؤيّد العدو الصهيوني، ولكنّ ذلك لن يُجدي مع أبطال المقاومة في حماس والقسّام.
لذلك أقول أنّ هناك احتمال 50% للاجتياح البري لغزة؛ لأن إسرائيل ستبقى مهزومة هزيمةً نكراء بدون القضاء النهائي على مجاهدي حماس. أمّا الاحتمال أنّ هناك 50% بأنه لن يكون هناك معركة بريّة للأسباب التالية:
أولًا: المعركة البريّة واجتياح غزة سوف يكون مكلفًا جدًّا للعدو الصهيوني، فسوف يسقط عشرة آلاف قتيلٍ وجريحٍ على الأقل من جيش العدوّ الصهيوني، وكذلك بالنسبة لمجاهدي حماس والقسّام فإنّ المعركة بالنسبة لهم هي معركة حياة أو موت وسوف يقاتلون حتّى آخر رجل، وقد أعلنت كتائب القسّام بأنّ هناك مفاجآت بانتظار العدو الصهيونيّ.
ثانيًا: فيما لو ارتكب العدوّ الصهيوني حماقة وغباء سياسيّ باقتحام غزّة والمعركة البريّة سوف يكون حينئذ حزب الله في جنوب لبنان في موقف حرج جدًّا؛ لأنه إذا لم يُشارك بكلّ ما أوتي من قوّة في حال بدء المعركة البريّة فإنّ عدم مشاركته تعتبر وَصْمة عارٍ وخيانة كبرى للقضيّة الفلسطينيّة ولحلفائهم في حماس وكتائب القسّام.. أعتقد أنه في حال بدأت المعركة البريّة فإنّ حزب الله ومن خلفِهِ إيران مجبرون على المشاركة في الحرب لسبب إضافي؛ لأنّه إذا تمّ تصفية حماس والقسّام فإنّه بعد ذلك سيتم تصفية حزب الله وإنهاء التواجد العسكري له في جنوب لبنان. وفي حال مشاركة حزب الله وإيران في الحرب؛ فإنّ ذلك طبعًا سوف يؤدي إلى حرب إقليمية في المنطقة قد تتوسع إلى حرب عالمية.
ثالثًا: وهذه النقطة التي تؤيد وجهة النظر بأنه لن يكون هناك حرب بريّة موضوع تركيا والباكستان، هناك ضغط شعبي كبير من أجل إسناد حماس وأهل غزّة عسكريًّا علمًا بأنّ تركيَّا والباكستان لديهما القدرة على تجنيد مليوني مقاتل عند الضرورة.
رابعًا: فيما يتعلّق بروسيا والصّين الشعبيّة، روسيا والصّين الشّعبيّة لديهما مصالح هامّة في منطقة الخليج العربي وما يتعلّق بالنفط والعالم العربي والشرق الأوسط، فإذا تمّ الاجتياح البرّي لقطاع غزة فإن ذلك في نظري سوف تكون نتيجته هو الهيمنة والسيطرة الكاملة للعدو الصهيوني ومن خلفه الولايات المتّحدة الأمريكية ودول غرب أوروبا على المنطقة وعلى النفط العربي، وبالتالي أنا أعتقد أنه في حال تم الاجتياح البرّي لغزّة سيكون هناك موقف قوي لروسيا والصّين دفاعًا عن مصالحهما، أي سيكون موقفًا قويًّا جدًّا.
وأعود إلى أزمة الصواريخ في كوبا مطلع الستينيات من القرن الماضي... حيث كان العالم يراقب باهتمام بِدء الحرب النووية بين أميركا وروسيا .... لكن الرئيس الأمريكي آنذاك كنيدي تراجع باللحظات الأخيرة واستجاب لمطالب كوبا والاتحاد السوفيتي...وهذا ما أتوقعه بالنسبة للحرب البرية في غزة... سيتراجع العدو الصهيوني باللحظات الأخيرة.
إن موقف الشعب الأردني المزلزل تجاه أهلنا الصامدين في غزة هاشم وفي الأقصى والقدس وفلسطين الحبيبة ليس غريبًا؛ لأننا في الاردن خاصرة فلسطين، فنحن الرئة التي يتنفس بها أهلنا المرابطين الصامدين وإنَّ كل أردني هو مشروع شهيد دفاعًا عن أهلنا في فلسطين من النهر إلى البحر
....فالأردن وطن المهاجرين والأنصار... فالأعمام من السلط والأخوال من نابلس والأعمام من الكرك والأخوال من الخليل.... ونحن نقول يا قدس إننا قادمون حتى لو طال الزمن... والكيان الصهيوني مآله إلى زوال....وهذا الوعد من السماء..
فبالنسبة لموقف الشّارع الأردني من المجزرة التي تجري ضدّ شعبنا في غزّة هو موقف رائعٌ. تحرّك الشارع الأردنيّ في كلّ مكان، في عمّان وفي المحافظات وفي البوادي وفي القرى وفي المخيمات.. تحرّك الشعب الأردنيّ بكلّ فئاته، تأييدًا لأهلنا الصامدين في غزّة وتبرّعوا بمبالغ مالية كبيرة وكذلك بمواد عينيّة تأييدًا لأهلنا الصامدين في غزّة. وكانت بالدرجة الأولى البؤر الشّديدة بهذه المظاهرات في منطقة الرّابية بالقرب من السّفارة الإسرائيلية وجامع الكالوتي وكذلك على محور السفارة الأمريكية في عبدون. واليوم كان هناك مظاهرات شديدة مقابل السفارة الفرنسيّة، وبعد صلاة الجمعة هناك حشود كبيرة تخرج من قرب الجامع الحسيني وشارع الملك طلال وساحة الملك فيصل... على أيّ حال فإنّ الشعب الأردني شعبٌ نبيلٌ، والقضيّة الفلسطينية هي قضيّتنا المركزية، ليست قضيّة دوليّة أو إقليميّة هي قضيّتنا بصراحة.. نحن الشعب التوأم مع فلسطين، وكذلك الموقف الأردني تعزّز بالموقف الكبير لجلالة الملك المعظّم عبدالله الثاني من خلال ردة الفعل التلقائية، فقام جلالة الملك بجولة عربية وإقليمية ودوليّة من أجل الجهد الكبير الأردني في السياسة الدولية والضغط على العدوّ الصهيونيّ من أجل إيقاف المجزرة ضد شعبنا في غزة، وحشد التأييد الدولي لمأساة إخواننا الفلسطينيين في غزة. وكذلك اليوم كان هناك مقابلة رائعة لجلالة الملكة رانيا فكل هذا الجهد الرسمي والشعبي تكامل، وكذلك جهد دبلوماسي كبير للحكومة الأردنية ووزير الخارجية وعلى محور هيئة الأمم المتحدة كذلك.
ألف تحية لحماس وأبطال القسام الذين صنعوا النّصر المُؤزّر على العدو الصهيوني، وصنعوا لأمتنا تاريخًا مجيدًا معطرًا بدماء الشهداء والأبطال..
نيروز خاص ...عمان .