لم تستطع الولايات المتحدة من وضع حدود لنظام الضوابط والموازين لمجتمعات المنطقة ولا بترسيم القوة الإستراتيجية للطاقة النووية في أرجاءها ولا في بناء إطار أمني قادر أن يضبط الإيقاع العام لمجتمعاتها كما لم تتمكن واشنطن من كبح جماح الأطماع التوسعية للدولة "الفارسية" التي راحت تتمدد غربا وجنوبا ولا للكيان الإسرائيلي التوسعي الذي ستمرأ فرض سياسات أحادية بعنجهية وغطرسة ...تلك هي النتيجة التي وصلت إليها
بعض التحليلات الإستراتيجية وهو ما أدى بمجتمعات المنطقة بالإستدارة الضمنية وجعل من الحواضن العربية تتوجس من التيار الفارسي التوسعي وتنفر من الأطماع الإسرائيلية في ظل عدم وجود حماية دوليه قادرة لفرض أنظمة الأمان وضبط منظومة التحكم والسيطرة بأرجاء المنطقة .
وهو ما جعل من بعض دول المنطقة بالبحث عن حليف إستراتيجي قادر لتوفير الحماية والرعاية للأزمة ويكون بذات السياق قادر لحفظ مناخات الأمن والسلم فيها وبكلف أقل من الفاتورة الباهضة التي يتم دفعها للولايات المتحدة لتذهب البوصلة نحو الصين التي وقفت بدورها على مدخل البحر الأحمر من باب المندب عبر قاعدتها العسكرية في جيبوتي كما وقفت على الخليج العربي من مضيق هيرمز من على قاعدتها العسكرية التي تم تشييدها مؤخرا ضمن إتفاقية إستراتيجية مع سلطة عمان .
وهو ما يشيير ضمنا إلى تنامي دور الصين في المنطقة في ظل وجودها في الكويت عبر جزيرة بوبيان وعلاقاتها الإستراتيجية
مع المملكة العربية السعودية ودخولها ضمن محتوى إتفاقية تيرانا وصنافير الأمنية في سيناء وتشييدها لقاعدة عسكرية في سلطنة عُمان مأخراً الأمر الذي يجعل من الصين مرشحة بقوة لإشغال حالة الفراغ الإستراتيجي الذي ستتركة قريبا الولايات المتحدة في المنطقة كما تشيير القراءات .
وبناءأ لهذه المعطيات الأقرب للواقعية فإن إنتقال الرعاية من أمريكا للصين ينتظر أن يعييد ترتيب منظومة عمل في المنطقة وإنتقال روابط العمل فيها من روابط أمنية إلى أخرى سياسية وهو ايضاً ما يجعل من إسرائيل تدخل إلى مربع أخر لا تمتلك فيه نفوذا موضوعياً كما كان في السابق ويجبرها أن تسبح بفضاءات المنطقة سباحة حرة ذاتية وهو ما سيقودها إستنتاجا لإعادة بناء ظلالها بالشأن الخارجي الإقليمي بطريقة أكثر واقعية وإتزان و هو ما يعزيه بعض المتابعين إلى ذلك التغيير المنهجي في إستراتيجية العمل التي تقف عليها الصين البديلة ذات المنهجية الاقتصادية
بدلاً من أمريكا ذات النظم الأمنية وينعكس كما هو متوقع على السياسات التي سيتم التعاطي معها في المنطقة .
ولعل حالة التبدل هذه، هي التي جعلت إسرائيل تحاول إنهاء الملفات العالقة عسكرياً وهو ما أجبرها للتعاطي مع المشهد العام بإستخدام كل هذه القسوة وهو ايضاً ما جعلها تسابق الزمن من
أجل تطبيع علاقاتها مع الدول الخليجية فإن لم تحسن إستدراك
ما يمكن إستدراكة فإن إسرائيل لن تكون قادرة لبناء حماية ذاتية
لها تحفظ لها حضور مقبول في جملة التعاطي القادمة التي تدخلها دون روافع موضوعية فاعلة في ظل إنتهاء دورها الوظيفي الذي كان يقوم على ترتيبات أمنية وانتقال السمة العامة للمنطقة إلى جوانب أخرى إقتصادية وتنموية ومعرفية .
فإن حدث هذا وهو أمر متوقع فإن إسرائيل قد تدفع فاتورة أكبر
تجاه السلام مع الفلسطينين والعرب في حال إنكشف الغطاء السياسي عنها الذي يتوقع أن يكون قبل نهاية هذا العام ولم تحسن إستدراك هذا المتغير الناشىء فإن إسرائيل ستدخل إلى قاعات عمل أخرى دون أدوات مساعدة كانت تمتلك فيها مساحات عمل واسعة ولوبي ضاغط في بيت القرار وهو ما كان يسهل لها مهمتها ويدفع لمجتمعها فروقات المعيشية والسكن القائمة بين الحياة المعيشية في الولايات المتحدة ومعيشة الفرد بإسرائيل على إعتبارها مشروع الولايات المتحدة في المنطقة وقاعدتها الأمنية والعسكرية ...
وهو ما قد يجعل مشروع الدولة الفلسطينية مشروع ثقيل في الميزان الإسرائيلي من المهم الإنتهاء منه حربا أم سلما قبل الدخول للمعترك الجديد القادم ويجعل من مجتمعات المنطقة
على مفترق طرق بين "منزلق" غير ظاهر قد يقود للهاوية أو "منطلق" غير ظاهر أدواته تقوم على كبح جماح حالت التدهور والتصعيد الحاصلة ...وذلك بالعمل لإعادة تقييم كل الجوانب بشمولية تامة فإن حدث ما هو متوقع فإن المنطقة قد تدخل برتم سريع نحو مصالحة تاريخية في إطار مشروع "الأرضي المقدسة" اولاً والدخول بمشهد إقتصادي نشط لتشكيل حواضن العمل الجامعة .
فالصين يمتلك مشروعها البديل طاقات بشرية كبيرة وإقتصاد إنتاجي هائل كما تمتلك ايضاً صناعة معرفية بنماذج عدة تقوم على علوم الذكاء الإصطناعي إضافة إلى أخرى إستراتيجية تقوم على الصواريخ المدارية والأسلحة الإلكترونية ...وظروف حمايتها أفضل من ايقاع الهيمنية الإسرائيلية وأقل كلفتة من الفاتورة الأمريكية باهضة التكاليف والتي تريد ترك المجال الحيوي لها لإسرائيل لتنوب عنها فى قيادة المنطقة .
فهل ستسحب الصين سجادة المنطقة من أمريكا ؟! فإذا كانت الإجابة نعم ، والأمر يتم بشكل طوعي (لإنهاء دور إسرائيل الضاغط على بيت القرار الامريكي) فإن معركة الانفاق في غزة التى بدات يوم 11.11 على وجهه التحديد سيشكل بمضمونها العام نتيجة إستراتيجية وليست سياسية !؟ كما أن إسرائيل لن تخرج منتصرة من هذا المضمار حتى لو إستخدمت القوة النووية ذلك لأن الهدف يقوم بالمحصلة على إعارة توظيف دور اسرائيل في المنطقة ضمن المقياس المقبول وذلك قبل مغادرة الولايات المتحدة المنطقة
قبل نهاية هذا العام كما وهو متوقع !!! وهو ما يعني بالمحصلة أن صحت هذه التقديرات إنهاء روابط المنظومة الأمنيه التي تقوم عليها روابط المنطقة الاستراتيجية !!!؟ وللحديث بقية .....!
فاذا كانت أمريكا تمتلك مشروع واسرائيل ايضا وايران وتركيا وهاهى الصين تعلن عن مشروعها ايضا للمنطقة .. اليس من واجب العرب ان يكون لهم مشروع وهم اصل المنطقة وعنوانها وهى جملة المبتدا التى وقف عليها جلالة الملك فى دعوته من اجل تحالف دولي للامان ....للحديث بقية .....!