يُعد الذكاء العاطفي مؤشرًا في غاية الأهمية للتواصل والتشارك بين الأفراد داخل بيئة العمل المشتركة. فالذكاء العاطفي يشير إلى أهم المهارات الشخصية التي يمكنك استثمارها وتسخيرها بشكل يومي داخل بيئة العمل، والتي يسعى كل موظف طموح للحصول عليها لغايات التميز والتفرد في العمل.
يشير موقع "forbes.com" إلى عدة تساؤلات في غاية الأهمية، أبرزها: ما هو الذكاء العاطفي؟ وكيف يمكنك تسخير هذا النوع من الذكاء في تطوير بيئة العمل وتحقيق النجاح؟ مؤكدًا بأنه قدرتك على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين والحفاط عليها بشكل متوازن وعلى علاقاتك مع الآخرين داخل العمل.
هل تعتقد أنك ذكي عاطفيًا؟
تشير الأبحاث إلى أن 36 بالمئة فقط نسبة الأشخاص الذين يمتلكون القدرة على فهم وإدارة عواطفهم داخل بيئة العمل، حيث تُعد هذه النسبة قيمة منخفضة ضمن السعي المتواصل للأفراد لتوجيه السلوك والتفكير لتحسن أدائهم وإنتاجيتهم داخل بيئة العمل.
وتؤكد الأبحاث بأن قدرة الأشخاص على امتلاك ميزة الذكاء العاطفي في التعامل مع الزملاء تشكل الركيزة الأساسية في خلق بيئة عمل إيجابية وسليمة؛ تسعى إلى التطور والتحفيز وصنع النماذج الناجحة والمتميزة في التعاون والقيادة داخل المجتمع.
لماذا يُعد الذكاء العاطفي مهمًا في العمل؟
يشكل الذكاء العاطفي دورًا أساسيًا في إدارة الفريق وتطويره في العمل. مصدر الصورة: freepik
يلعب الذكاء العاطفي دورًا مهمًا في بيئة العمل وإدارة الفريق وذلك من خلال المساعدة على تطوير المهارات الآتية:
تحسن التواصل
يميل الموظفون الأذكياء عاطفيًا إلى تحقيق التواصل الفعّال والإيجابي داخل بيئة العمل؛ فالتواصل الجيد هو الطريق للقوة الفاعلة في صنع الانتاجية والتقدم في العمل، بالإضافة إلى رفع القدرة لديهم على نقل الأفكار والمفاهيم والسيطرة على الأعصاب بكل وضوح وثقة أمام الآخرين.
بناء علاقات إيجابية مع الزملاء
يمتلك الموظفون الأذكياء عاطفيًا القدرة على التحكم بشكل أفضل من غيرهم مع الصراعات والخلافات داخل العمل، فالمشاعر السلبية التي يمكن أن تنشأ نتيجة الضغط المتواصل بين الأفراد يمكنها أن تشكل خللا في الأداء أو الشعور بالإحباط والأذى والضرر.
فالأفراد الأذكياء عاطفيًا داخل بيئة العمل يمتلكون القدرة على تحديد المشاعر وتقييمها قبل التصرف بناء عليها، الأمر الذي يمكنهم من معالجة المشكلة بشكل أكثر هدوءًا وعقلانية بما ينعكس بنتيجة إيجابية والحفاط على علاقة متناغمة ومستقرة مع الزملاء في العمل.
تحسين الأداء والقدرة على التحمل
يظهر الموظف الأذكى عاطفيًا أداء متميزًا وانتاجية عالية مقارنة بغيره في العمل، حيث تشير الدراسات بأن الموظف الذكي عاطفيًا هو الأقدر على إدارة التوتر واتخاذ القرارات الإيجابية الأمر الذي ينعكس بشكل جيد على تحسين الأداء والانتاجية دون حدوث الأخطاء وخلق فريقًا أكثر تحفيزًا للانتاج والعمل المستمر والمتواصل.
القيادة الفعالة
الموظفون الأذكى عاطفيًا هم الأجدر على قيادة الفريق وتطويره في العمل. مصدر الصورة: freepik by tonodiaz
يتمتع الموظفون الأذكياء عاطفيًا بالقدرة على التعاطف والتنظيم الذاتي والتفوق بالأداء؛ فهم أشخاص أكثر قدرة على التحكم بالدوافع والاضطرابات داخل فريق العمل وإعادة توجيهها بشكل يحقق مصلحة الفريق والمؤسسة، بالإضافة إلى قدرتهم على تقييم الموقف والتفكير قبل التصرف والحد من الأحكام المسبقة والمتسرعة والقرارات المتهورة في بيئة العمل، الأمر الذي يجعلهم الأجدر بقيادة الفريق مقارنة بغيرهم.
في النهاية، تمثل صفة الذكاء العاطفي داخل بيئة العمل صفة يمكن اكتسابها وتنميتها وتطويرها من خلال تعلم كيفية التحكم في مشاعرنا بطريقة صحية عبر التأمل والحديث مع الذات وفهم الدوافع الداخلية للأفعال، بالإضافة إلى تطوير قدرتنا في تعزيز المهارات الاجتماعية كـالإقناع، فهم لغة الجسد، الاستماع الجيد وطرح الأسئلة وتقديم التعليقات البناءة.