أستاذ الدراسات الاستراتيجية في جامعة الحسين بن طلال – الأردن
مستشار معهد الحزام والطريق بجامعة بكين
عضو المجلس الدولي لعلماء الصينيات
ان توقيع الاردن والصين على مذكرة التفاهم حول البناء المشترك لـمبادرة ”الحزام والطريق” قبل ايام في العاصمة الاردنية عمان تمثل خطوة استراتيجية واعدة نحو تعزيز التعاون الثنائي وتمكين الروابط الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وبهذه المذكرة تكون جميع الدول العربية قد انضمت الى مبادرة الحزام والطريق التي أطلقتها الصين قبل عقد من الزمان بهدف تعزيز التواصل والتعاون الدوليين من خلال توسيع البنية التحتية وربط الشبكات اللوجستية والتجارية بين الدول الى جانب تعزز تعدد الاقطاب التي تقوده الصين لعام اكثر امنا واستقرارا.
ويعكس توقيع مذكرة التفاهم التي وقعت في 29 الشهر الماضي في عمان بين السفير الصيني لدى الأردن تشن تشوان دونغ ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي زينة طوقان ممثلين عن حكومتي البلدين التزام الطرفين بتعزيز التعاون الاقتصادي والبنية التحتية في المنطقة والتي من الممكن أن نرى تطورات إيجابية في العديد من القطاعات على سبيل المثال، قد تشهد البنية التحتية في الأردن تحسينات كبيرة من خلال الاستثمارات والتعاون الصيني، ما يؤدي إلى تطور اكبر لسلاسل النقل والتوريد بما فيها شبكات الطرق والموانئ والقطاعات اللوجستية بالاضافة الى تعزيز قدراته الاقتصادية وجعله أكثر تنافسية في الساحة الدولية.
وعلاوة على ذلك، تعزيز التبادل التجاري بين البلدين والتي وصلت فيه حجم التجارة الثنائية في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام إلى حوالي 3.5 مليار دولار ، وزادت واردات الصين من الأردن بنحو 25 بالمئة عن الاعوام الماضية، حيث يعتبر الاردن ثاني اكبر شريك تجاري للصين من حيث تصدير السلع للأُردنيين، في وقت تمكنت استثمارات نوعية صينية بالتوسع بالاردن لا سيما شركة CSAIL الصينية التي استحوذت على أربع محطات لتوريد الكهرباء بالطاقة المتجددة في الأردن، ما يزيد الاهتمام بسوق الطاقة النظيفة الأردنية الى جانب انتشار مملوس وكبير للسيارات الصينية في الشوارع الاردنية بين المستهلكين الأردنيين، حيث تحتل نحو 80 بالمئة من سوق السيارات الكهربائية في الأردن وكذلك استثمار صيني جديد في محافظة الكرك بقيمة 100 مليون دولار وهو مصنع جينشنغ الدولي للسيراميك، بالاضافة الى ان السفارة الصينية في عمان أصدرت العام الحالي 2023 تأشيرات لنحو 7000 شخص حتى الان ، ونظمت دورات تدريبية لحوالي 300 أردني في مجالات الصحة والزراعة والجيل الخامس وغيرها، كل ذلك يفتح الباب على مصرعيه أمام فرص استثمارية مختلفة واعدة وجديدة وخلق فرص عمل جديدة ويعزز الازدهار الاقتصادي في كلتا البلدين.
ومن الواضح أن هذا التعاون ليس فقط اقتصادياً، بل يعكس أيضًا التواصل الثقافي والسياسي بين الصين والأردن ويعزيز الصداقة والتفاهم الشعبي بين البلدين ويكثف التعاون في مختلف المجالات ويعزز العلاقات الثنائية على المدى الطويل.
ان توقيع مذكرة التفاهم للانضمام الى مبادرة الحزام والطريق بين الصين والأردن يعتبر خطوة مهمة نحو تعزيز الشراكة الاقتصادية والسياسية بين البلدين، وسيسهم التعاون المستمر في تعزيز الاستقرار والتنمية في المنطقة وسيفتح الباب أمام فرص جديدة للتعاون المشترك في المستقبل.