قبل يومين كنت في زيارة لجامعة جرش وأستوقفتني مبادرة أمان احد برامج نوى التي تنفذها مؤسسة ولي العهد في المحافظات وهي مبادرة شبابية تدريبيه وتوعويه تهدف لحماية الأطفال من الإساءة وإيجاد المساحات الآمنة لهم والحد من العنف الجامعي داخل نطاق الجامعات والحد من العنف المبني على النوع الإجتماعي والزواج المبكر وغرس ثقافة العمل الإنساني والتطوعي وبناء قدرات الشباب ، حيث تتمثل رؤيتها في مجتمع خالي من العنف بإشكاله وأنواعه ورسالة تحمل مضامين تعزيز السلام المجتمعي بما يحقق العدالة والمساواة في الأدوار بين الجنسين.
المبادرة التي ينفذها طلبة الجامعة مبادرة تعنى بالنشاطات اللامنهجية الوطنية وخارج قاعة الدرس وتحمل في طياتها الكثير عن السلم المجتمعي وتؤسس لبناء مجتمعات اكثر سماحة وسلام وإنسانية ، ومما اثار الغبطة لدي أن مجموعة من طلبة الجامعة يقفون كالرماح في تنفيذ اجندة وطنية اردنية بامتياز داخل الحرم الجامعي ويجسدون رؤى سمو ولي العهد المعظم في إجراء خطوات عملية و طروحات وأفكار يتم تنفيذها وتجسيدها عملياً ... شباب أمنوا بربهم وبقيادتهم وعضيد جلالة الملك وسنده الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد المعظم الذي ما فتئى أن يشب على الأردن إلا وقد حمل المشاعل الشبابية التي تعنى بإنارة الدرب امام الشباب الأردني في كافة المحافل وقد شكلت من الأردن النسبة الاكبر كأبناءه وبناته ...
والمراقب للمشهد العام يلحظ مدى توافق الرؤية الملكية وخطابات سيدي ولي العهد وهو يوجه الشباب ويتابع حزمة المشاريع التطوعية والمبادرات التي تنفذ وتشهدها الساحة التطوعية داخل المؤسسات التعليمية الوطنية كالجامعات و المدارس والجمعيات والأندية والتي تحمل جميعها هدف سامي ضمن رسالتها وهو هدفاً تطوعياً ونراها وقد تحققت كغايات شبابية وطنية هدفها إعادة صنع الإنسان الأردني الذي يمتلك الخطاب الجيد والمهارات العالية والرؤية العميقة وبما يتماشى مع الجيل الخامس من الثورة الصناعية وبتوجيه مباشر من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين واهتمام مشترك مع جلالة الملكة رانيا المعظمة ليتجلى هذا الثالوث الملكي الذي يؤطر للشباب الأردني وإرشادهم للتسويق بالخارج بالمؤتمرات والزيارات الدولية وترويج الأدمي الأردني والثقافة الأردنية واستثمار أي لقاء لنقل الصورة الزاهية والمشرقة عن الوطن الأردني وتفعيل المساحات والطاقات الكامنة وتحويرها لتصبح طاقات إنجاز وإبداع وتفوق عبر التشبيك والعلاقات مع المؤسسات التطوعية والمنظمات الدولية.
وبقي ان نقول بأن صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ساهم ولا زال في ببناء مستقبل مشرق لشباب الأردن ، يستند إلى إلهامهم وتوجيههم للمشاركة في خدمة مجتمعاتهم ، ويولي كافة الفرص أولوية كإيمان سموه بأن الشباب الأردني يمكنهم أن يحققوا أعظم الإنجازات إذا ما أتيحت لهم الفرصة المناسبة لتأدية دورهم في العملية التنموية كمواطنين فاعلين.