يقع على عاتق وسائل الإعلام الوطنية دورا كبيراً ومحورياً في توعية الأفراد داخل المجتمعات وخصوصاً المجتمعات الفقيرة والنائية من آفة المخدرات وكذلك تجديد الرسائل الإعلامية بين الحين والآخر حتى يتم الوصول إلى كافة شرائح المجتمع وكذلك الحض على أنها من أهم المشكلات الاجتماعية والصحية وأن الفاتورة مستقبلاً ستصبح باهظة نتيجة عدم الانصياع للتعليمات الصادرة عن الأجهزة الرسمية وكذلك المؤسسات المعنية في تقديم النصح والمشورة وشرح أكثر لمواد القانون لكي يتم تجنب تداول أو تعاطي أو الاتجار بهذه الآفة التي أصبحت كابوساً يؤرق المجتمعات ولا يفرق بأختيار ضحاياه لا بل يعمق جراحة داخل الأسر والبيوت وبلا هواده .
ولعل قدرة الإعلام على التأثير بشكل كبير على نفسيات الجماهير والأفراد في المجتمعات هي قدره خارقة كونه يدخل إلى البيوت دون إستئذان ومن خلال وسائل التواصل الاجتماعي والإذاعات والمنشورات التي نتداولها بين يدينا عبر الهاتف المحمول فأن هذا الدور مناط به الكثير من اجل الوطن والإنسان لذا يجب أن تأتي محاربة هذه الظاهرة ضمن أولويات قطاع الإعلام ومواجهة هذه المشكلات والآفات المنتشرة بين مختلف الفئات بالتركيز على بث مواد إعلامية تتواءم مع متطلبات المرحلة الحالية وبكل السبل المتاحة والتركيز أكثر على حماية أبناؤنا .
وكما أن الإعلام يقدم دوراً وطنياً فأنه مطالب أكثر بمحاربة هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا لأن فئة الشباب والمراهقين هي الأكثر متابعة لوسائل الإعلام بالإضافة إلى أن هذه الفئة هي الأكثر استهلاكا للمخدرات ولوسائل الإعلام دور كبير في ذلك من خلال التوعية المستمرة عبر بث البرامج التوعوية وإقامة الحملات والمعارض والمؤتمرات والجلسات النقاشية و بث رسائل عبر مجالس الآباء ومجالس الأحياء وفي الأماكن العامة وتخصيص عدد من الصفحات الإلكترونية والدعاية ما بين أكثر البرامج متابعةً من اجل الوصول إلى أكبر شريحة تمكن هذه الوسائل والعمل على توعية الأفراد بمخاطر هذه الآفة ، وإشعارهم بنتائجها الوخيمة على الفرد وعلى العائلة وعلى المجتمع فحينما يتم التركيز المباشر على حياة المدمنين، وما يمكن أن تحدثه من أشياء سلبية ومؤلمة حينها يدرك المدمن نتائج وتبعيات ما يقوم به والقيام بتهيئة وسائل الإعلام بنشر اقتراحات فعالة وموجهة لكل الأطراف الفعالة التي تساهم في حل هذه الظاهرة بالتعاون مع النقابات ومؤسسات المجتمع المدني وأن يتم تخصيص جزءاً من فعالياتهم السنوية لصالح مواجهة هذه الآفة وكذلك تقديم العون للمدمنين عبر برامج خاصة تأخذ بيد المدمن إلى التخلص من الإدمان وتعريف الناس بمخاطر المخدرات وأثرها على الصحة وتعريفهم بأنواع المخدرات والعلامات التي تدل على تعاطي وإدمان الشخص وكذلك السعي من أجل التثقيف بأسس الوقاية المعاصرة من مشكلة تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية وتنمية مهارات الوقاية الفعالة لدى المهتمين بتثقيف أفراد المجتمع بخطر تعاطي المخدرات عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا والملتقيات الإعلامية كما أن للإعلام دوراً في تقديم التوجيهات والإرشادات للبعد عن تعاطي المخدرات والتشجيع المعنوي لمن يريد العلاج وتخصيص جوائز سنوية لمن تخلص من هذه الآفة وأصبح فرداً صالحاً بالمتجمع بالتعاون ما بين المؤسسات المعنية في الوقاية والإعلام والعلاج معاً وتظافر كافة الجهود الإعلامية لبرمجة خطة للتوعية الإعلامية ودراسة المواقع المراد عقد الفعاليات بها دراسة إعلامية وافية وتحديد الوسائل الإعلامية المستخدمة بالتوعية وعددها وكل ما يلمس أثره المواطن الأردني وله علاقة بالقطاع الإعلامي وللحد من ظاهرة انتشار المخدرات وتصويب المعلومات المغلوطة والخاطئة وذلك لسرعة انتشارها واستخدامها ولتغطي كل مساحات الوطن في الأرياف والمدن والمخيمات والبوادي...
حمى الله الوطن والقيادة وقوات حرس الحدود الساهرين على منع هذه الآفة من الوصول ألينا وأبناء الوطن من كل الآفات وحمى الله الأجهزة الأمنية على دورها الكبير في حماية وطننا وأبناءه ...