طرح رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات تساؤلا حول مستقبل أمن واستقرار الدول النامية أو الفقيرة من جراء تنامي تكنولوجيا الذكاء الصناعي في دول العالم المتقدمة.
وقال، خلال فعاليات المؤتمر الختامي لمشروع تطوير مناهج الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إن تطبيقات الذكاء الصناعي سلاح ذو حدين، وإن على الدول النامية أن تستغل أدوات الذكاء الاصطناعي الاستغلال الأمثل، للحاق بركب الدول المتقدمة واستدراك ما فاتها، وتجسير الهوة فيما بينها.
جاء ذلك خلال فعاليات النسخة الختامية لمشروع تطوير مناهج الذكاء الاصطناعي والروبوتات الذي تنظمه كلية الهندسة في الجامعة الأردنية بالتعاون مع مكتب إيراسموس بلس الوطني وبتمويل من برنامج التعليم لمفوضية الاتحاد الأوروبي في الأردن، بحضور رئيس جامعة الطفيلة التقنية الدكتور بسام محاسنة وممثلين عن جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وجامعة الطفيلة التقنية والجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية وجامعتي بيزا وجنوا الإيطاليتين وجامعة غرناطة الإسبانية وجامعة شتوتغارت الألمانية ومؤسسة تنمية التفكير الإبداعي اليونانية.
ودعا عبيدات إلى النظر معمقا في تطوير المناهج الأكاديمية، لتعكس التطور وتمهد الطريق لتحقيق مزيد من التقدم، وأن تكون على اتصال دائم مع التحولات؛ إذ إن واجب الجامعات يقتضي احتضان الابتكار وإعداد الطلبة لتحديات الغد في ظل التجدد المستمر في التعليم.
وأوضح عبيدات أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لديها القدرة على توفير فرص جديدة لتجويد التعليم، وتقديم فرص كبيرة للباحثين تساعدهم على جمع وتحليل البيانات بشكل أسرع وأكثر دقة، ما يؤدي الى اكتشافات أعمق وأكثر تفصيلا.
وأضاف عبيدات قائلا "نحن اليوم في موقع مثالي لنكون روادا في هذا المجال، وبالتعاون بين الجامعات وعالم الصناعة والخبرة، قد نشكل نقطة انطلاق لحركة بحثية ابتكارية لا نظير لها، وأرجو أن نحسن استغلال الفرصة، لا أن نكتفي بدور المراقب للمشهد التعليمي وهو يتطور من حولنا".
بدورها، عرضت مديرة برنامج التعليم لمفوضية الاتحاد الأوروبي إينس ألفيس للعلاقات الثنائية بين الأردن و مفوضية الاتحاد الأوروبي، مؤكدة الاهتمام الكبير الذي توليه المفوضية لمد جسور التعاون على المستوى الاقتصادي والثقافي والأكاديمي والسياسي بما يلبي طموحات واحتياجات الجانبين.
وقالت إن مشروع تطوير مناهج الذكاء الاصطناعي والروبوتات أحد ثمار التعاون مع الجامعة الأردنية، التي وصفتها بالجامعة الأكثر حرصا على إعداد طلبتها وخريجيها بشكل حديث يوائم متطلبات سوق العمل.
وقدم مدير مكتب إيراسموس بلس الوطني الدكتور أحمد أبو الهيجاء إيجازا تناول فيه تأثير مشاريع برنامج إيراسموس بلس وطنيًّا على مستوى المؤسسات المشاركة من قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إضافة إلى أثره على المستوى الفردي؛ إذ ساعد البرنامج المؤسسات والجامعات على عقد اتفاقيات دولية وتحديث الخطط الدراسية لمواكبة نظيراتها في الدول الأوروبية، إلى جانب مساهمته في تحديث البنية التحتية للجامعات المشاركة، وتدويل الجامعات والمؤسسات.
وقال عميد كلية الهندسة الدكتور منور التراكية إن علينا ألا نسلّم بقصور الذكاء البشري أمام تعلم وذكاء الآلة، بل أن ندع عقولنا تقودها بانضباط إلى طريقها المفيد والآمن.
وأضاف التراكية أن الكلية شرعت بإدخال مبادئ الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته في برامج كلية الهندسة، من خلال مساقات أساسية ومتقدمة أو برامج أخرى ذات صلة بالذكاء الاصطناعي، سواء بالتكامل مع نظيراتها في كلية الهندسة أم غيرها من الكليات.
وقال منسق مشروع تطوير مناهج الذكاء الاصطناعي والروبوتات الدكتور غيث عبندة إن المشروع بدأ ليستشرف دور الذكاء الاصطناعي والروبوتات في عالمنا المعاصر واستجابةً لأهميتمها، وذلك بدعم سخي من الاتحاد الأروبي ضمن برنامج إيراسموس ببس، لتأهيل خبراء في تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات قادرين على تطبيق هذه التقنيات لصالح مجتمعاتهم واقتصاد دولهم، عبر إنشاء برامج تعليم عالٍ جديدة، وتحسين البرامج الحالية في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
وأضاف عبندة أن أبرز نتائج المشروع تمثلت في إنشاء برنامج الماجستير في الذكاء الاصطناعي والروبوتات في الجامعة الأردنية، وبرنامج البكالوريوس في هندسة الأنظمة الذكية في جامعة الطفيلة التقنية، إضافة إلى تطوير مناهج ثلاثة عشر برنامجًا قائمًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات.
ويضم مشروع تطوير مناهج الذكاء الاصطناعي والروبوتات، إلى جانب الجامعة الأردنية المنسقة للمشروع، كلا من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية وجامعة الطفيلة التقنية والجامعة اللبنانية وجامعة بيروت العربية وجامعتي بيزا وجنوا الإيطاليتين وجامعة غرناطة الإسبانية وجامعة شتوتغارت الألمانية ومؤسسة تنمية التفكير الإبداعي اليونانية.