في الجزء الحادي عشر من سلسلة درسٌ من غزة والتي تنشرها نيروز الإخبارية قلنا ( اعتقد جازما ان أمريكا بحمائمها وصقورها باتت تخشى على نفسها وأن هذه ولاية من ولاياتها باتت منكوبة اداريا وبدأت الامور تفلت من يدها وأن من مصلحتها ان تقوم هي بقيادة هذا الكيان بنفسها لكبح جماحها الذي يسير نحو المجهول ويقفز في ظلام الانتقام وغياهب الثأر ) وبتصريح للرئيس الأمريكي أمام متبرعين من اليهود في واشنطن أكد على عدة نقاط تعتبر تحولا بارزا في موقف رئيس الولايات المتحدة الأمريكية انتقد فيها ادارة نتنياهو للقصف العشوائي وقال انه بدأ يفقد الدعم من جميع دول العالم ، وقال ايضا أن هذه الحكومة أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ إسرائيل ولا تريد حل الدولتين ، وصرح بايدن ايضا ان سلامة الشعب اليهودي على المحك حرفياً .
فإذا تمعنا في تصريحات الرجل والذي كان طيلة الفترة السابقة وبعد دخول الحرب شهرها الثالث نجد ان هناك تحولا ولو ظاهريا بموقف الولايات المتحدة وإنها ضاقت ذرعا بإدارة نتنياهو وفريقه للازمة وقد صارح بايدن من كان يتحدث إليهم بعمق الازمة وتأثيرها على مواقف العالم وشعوبه وانحياز الضمير العالمي الداخلي الى عدالة القضية الفلسطينية وإن ادارة الازمة بهذه الطريقه تجعل الولايات المتحده وإسرائيل بعزلة دولية ويؤثر على مصدقيتها ودعوتها المستمرة الى حقوق الإنسان وتغنيها بالديموقراطية التي دمرت دول بسبب هذا الطرح ، ايضا إن الرئيس الأمريكي سيدخل الانتخابات قريبا ولقد خسر من شعبيته نتيجة المجازر والابادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يمارسه جيش الاحتلال في غزة ، وإذا بقي الأمر كما هو عليه الآن من الحرب فإن امريكا ستجد نفسها متورطة عمليا وعلى الأرض في الحرب ولكن ربما في مناطق أخرى خارج غزة وخصوصا وإن مصالحها في العراق وفي سوريا ونشاطها البحري بات تحت التهديد الفعلي والمؤثر .
لقد بات بايدن متأكدا بما لايجعل مجالا للشك ان نتنياهو وفريقه فشلوا في هذه العملية عسكريا واخلاقيا وانسانيا وأنه ورط الولايات المتحده الأمريكية في تأيدها له ومباركتها لعملياته ودفاعها عنه ودعمها عسكريا وسياسيا وتبني جميع الأكاذيب والدفاع عنها .
لقد توقع بايدن بأن العملية ستكون سريعه نسبيا وتحدث تغيير جذري في غزة الا أن قوة المقاومة وتعري إسرائيل أمام العالم ومعرفة من كان يجهل ماهي القضية الفلسطينية بات يعرف جيدا أن إسرائيل اغتصبت وطنا بالمجازر والمذابح ، وأن المتظاهرين في قلب امريكا بعشرات الالاف من دافعي الضرائب باتوا يعرفون جيدا أن أموالهم تذهب لدعم جيش قاتل للأطفال والنساء، وأن شعوب العالم كله انتفضوا لنصرة غزة مطالبين بوقف لإطلاق النار الذي استخدمت امريكا حق النقض الفيتو لبطلان هكذا مطلب .
أدرك بايدن تماما أن هناك مراهقة في ادارة نتنياهو وأن الحرب هي حربه الشخصية وليست حربا على حماس وأنه مازال تحت الصدمة ومغامر ومرتبك وقراراته غير مدروسة ولم يحقق اي هدف من أهداف حربه ، وأن فريق نتنياهو الحالي ليس فيهم رجلٌ رشيد ، وسيتسببوا في جر امريكا الى حرب في الاقليم وستخسر امريكا حلفائها في المنطقة .
اذن مغامرة نتنياهو فيها خطورة على الولايات المتحده وعلى مستقبل الرئيس ولذلك أدرك بايدن بأن يبدأ بايدن بسحب الغطاء عن حكومة نتنياهو تدريجيا وإخراج إسرائيل من هذه الحرب بأسرع وقت رغم أنف نتنياهو وفريقه حفاظا على المصالح القومية الأمريكية العليا .