ما بين وارسو وتل أبيب والقاهرة ونيويورك تجرى عملية التفاوض وبمشاركة ديفيد برنيع قائد الموساد ومحمد بن عبدالرحمن رئيس الوزراء القطري وعباس كامل مدير المخابرات المصرية ووليم بيرنز مدير المخابرات الأمريكية، حيث يتم التجهيز لإبرام صفقة وقف إطلاق النار (هدنة طويلة) حيث يتم التوافق حول صفقة تبادل الاسرى بين المقاومة الفلسطينية من جهة وقيادة تل أبيب من جهة أخرى، وفى انتظار بلورة صيغة توافقية لبيان ذلك ينتظر مجلس الأمن بلورة النتائج لإعادة صياغة المقترح الاماراتي القادم من المجموعة العربية لإصدار قرار دولي عن مجلس الأمن خاص لهذه الغاية، وهو ما يجعل درجة الاشتباكات السياسية والدبلوماسية تحمل درجة احتدام الى درجة كبيرة في وارسو وتل أبيب والقاهرة، حيث نقطة الاشتباك التفاوضية كما في مكان إصدار القرار الأممي في نيويورك.
وبالتوازي مع ذلك تشتعل معركة وقف إطلاق النار في خان يونس بمشاركة كل الكتائب والفصائل الفلسطينية، من كتائب القسام و السرايا وفتح الانتفاضة والاقصى، لتكون هذه الكتائب في مواجهة مباشرة مع كل مرتبات الجيش الإسرائيلي من غولاني الى الفرقة 13 والفرقة ،162 بعد أن أنجزت مهمتها كما تدعي بجباليا لتكون هذه الفرق جميعها بقيادة مركزية مشتركة من قبل الوزير غالانت الذى راح يؤكد من شواطئ غزة انه يريد محاصرة خان يونس بالاستدارة من رفح للإجهاز على قيادة القسام، وهو الجيش الذين فقد الى الآن من غير المدنيين أكثر من 10 آلاف مقاتل بين قتيل وجريح حسب تقديرات سندروم الإسرائيلية!؟.
الأمر الذى يجعل معركة خان يونس معركة فاصلة إن لم تكن مصيرية، كونها ستسبق معركة الترحيل الى رفح عندها ستكون إسرائيل في مواجهة الخط الأحمر المصري في محور فيلادلفيا قبل القيام بعملية التهجير الى سيناء كما يريد الإسرائيلي طبع ذلك!!!.
هذا اذا نجح الإسرائيلي لا سمح الله بالسيطرة على خان يونس، في المعركة المصيرية التي يتم التحضير لها من محيط غزة باتجاه خان يونس .
إن محاولة إشغال الأردن بافتعال معارك تثير القلق على حدوده الشمالية بعد انسحاب القوات الروسية من الجنوب السوري، من أجل التخفيف من الثقل الدبلوماسي الوازن للملك والأردن في أروقة المعركة المصيرية، هي محاولات واهية وبالريش ولن تثني الأردن دورا ورسالة من مواصلة إعطاء الغطاء السياسي لفلسطين، لأن فلسطين كما هى عند الهاشميين قضية مفصلية هي عند كل الأردنيين قضيتهم الوطنية المركزية، الأمر الذى يجعل من كل الأردنيين على تعدد مشاربهم يقفون وقفة رجل واحد خلف الجيش العربي والقيادة السياسية في هذه المعركة الفاصلة التي تشهدها المنطقة والتي تذهب باتجاه تصفية القضية الفلسطينية.
فان مسالة التهجير لن تمر كما ان مسالة الحل بالقوة العسكرية هي مسالة مرفوضة، هذا ما قاله الملك والجيش وهو ما يقوله كل الشعب الاردني من خلفهم، وهى الرسالة التي لا بد أن تكون معلومة عند قيادات تل ابيب كما عند الاسرة الدولية على تنوع مشاربهم وتعدد اتجاهاتها.
فان طبيعة العلاقات بين مجتمعات المنطقة لا تفرض سياسة الأمر الواقع، ولا يقبل أن يتم شرعنة جغرافيا سياسية لاسرائيل بالقفز فوق القانون الدولي والقيم الإنسانية، وهو الموقف المبدئي الذي يقف عليه الأردن في مواجهة معركة تصفية القضية الفلسطينية التي تدور رحاها من قطاع غزة بفصلها الأخير فى معركة خان يونس المصرية ... فهل ستنجح الدبلوماسية الأممية بفرض إرادة القانون الدولي بوقف معركة خان يونس التي ستكون ضارية؟ أم أن المجتمع الدولي سيبقى ينتظر نتائج المعركة العسكرية حتى يعلن نتائجها؟! هذا ما ستجيب عنه الأيام القليلة الفاصلة في معركة وقف إطلاق النار بموقعة خان يونس المصيرية.