لا أدري عن أيّ نوع من الخنازير البرية التي يقصدها هذا المخبول الصهيوني، العضو المدعو كيريل كارتنيك والمرشح لرئاسة البلدية، في اقتراحه العجيب الذي تقدم به لبلدية حيفا المحتلة خلال حديثه مع صحيفة (معاريف) العبريّة..
فهل يعني حقاً تلك الخنازير البريّة التي يعاني من شراستها مستوطنو حيفا المحتلة؟
أم خنازير جيش الاحتلال الإسرائيلي المتوحش الذي يمارس سياسة التطهير العرقي ضد الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية دون رادع سوى من المقاومة الأسطورية التي يحتضنها الفلسطينيون كخيار استراتيجي؟
هذا العضو الجهبذ في بلدية حيفا شمالي فلسطين المحتلة قدم اقتراحًا لرئيسة البلدية عينات كاليش بنقل آلاف الخنازير البرية في المدينة الى قطاع غزة وزعم بأنّ آلاف الخنازير ستساهم بتقليل عدد الجنود الإسرائيليين القتلى في غزة، على حدّ زعمه.
ولفتت الصحيفة العبريّة في سياق تقريرها إلى أنّ فكرة عضو البلديّة تتمحور بإدخال هذه الحيوانات الى المباني المليئة بالمتفجرات والأنفاق والأماكن المشبوهة لتفجير الألغام المحتملة، وتطهيرها، وهو ما كان يفعله جنود الاحتلال ببعض المعتقلين الميدانيين، توطئة لتنفيذ عملياتهم بأمان.
إلى جانب ذلك يرى كارتنيك بأن الآلاف من هذه الحيوانات ستعمل على إزعاج مقاتلي المقاومة وتعرض حياتهم للخطر، فبدلاً من أن يقاتلوا الجنود سيقاتلون الخنازير والتي "تعتبر وفقا للديانة الإسلامية حيوانات نجسة" وفق تعبيره، وبرأيه أنه بهذه الطريقة يمكن للجيش ان يكشف عن مواقع المسلحين، إضافة الى أن هذه الحيوانات ستدوس على الألغام والمتفجرات بدلاً من الجنود.
أنا لا افهم عقلية "الخنازير البرية" المنتشرة في حيفا المحتلة والتي يعاني منها المستوطنون الإسرائيليون، مثل المدعو كاليش الذي يفكر بطريقتها حبنما يتعلق الأمر بأهل غزة ومنهم من طرد من حيفا قسرياً عام ثمانية وأربعين.
ولكن ألم يسال هذا المخبول نفسه بأن جنود الاحتلال سيتعرضون لوحشيتها وهي تباغتهم في مخابئهم بين حطام مدينة دمروها على رؤوس أهلها؟ فَيَسْتَدِلُّ رجال المقاومة على أماكنهم ما سيؤدي إلى القضاء عليهم.
فقد تحمل تلك الخنازير ضمائر يفتقر إليها جنود تربوا على عقيدة القتل وفق نبوءات يوشع التطهيرية فينقلب السحر على الساحر.