هند محمد الشتيوي، صوت إبداعي أردني جديد، صدر لها روايتان: «التقطت لك صورة» و«ثنائي القطب»، وعندما قرأت روايتها الثانية التي تميزت بلغتها الجميلة، وسردها المنساب بعفوية تجذب القارئ، وجملها القصيرة المعبرة، وروح الإبداع التي تسري فيها، ظننت أن كاتبتها صاحبة تجربة إبداعية طويلة، ولكن فوجئت عندما تبين لي أنها فتاة في العشرينيات من عمرها، وذهلت عندما عرفت أن الكاتبة تعاني شللًا دماغيًا أثرَّ بشكلٍ كبير على نطقها وبشكل متوسط على حركتها، ولكنها إعاقات أمدتها بالثقة والعزيمة والتحدي، في حين تكون عند آخرين دافعًا لرفع راية الاستسلام والركون إلى ركن منعزل، والابتعاد عن الناس والحياة.
تميزت هند الشتيوي في المدرسة بتفوقها التحصيلي والإبداعي في المسابقات الثقافية، وحصلت على معدل 85.8 في فرع الإدارة المعلوماتية عام 2014، وتابعت دراستها في الجامعة الأردنية بتخصص علم الحاسوب وتخرجت عام 2020، وتعمل كاتبة محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، ونشرت قصصها في مجلة وسام للأطفال وصحيفة الرأي، واشتركت في ورشة كتابة في دارة الفنون أدارها الأديبان هاشم غرايبة وهيا صالح.
هند الشتيوي قصة نجاح أردنية، ونموذج ليس لذوي الإعاقات فقط، بل لنا جميعاً، فهي لم تستسلم أو تنعزل، بل اجتهدت وكافحت حتى حفرت لها إسماً إبداعياً سيكون له شأن مشرق كبير إن شاء الله.
لا أعرف هند، وإنما قرأت لها، وفتاة مبدعة في مثل ظروفها، تستدعي منا جميعاً أن نقف إلى جوارها ومعها، والكرة في ملعب المؤسسات الثقافية؛ رسمية وأهلية أن تتبنى هند الشتيوي وتدعمها، وتعمل على تطوير ملكتها الإبداعية، وتنشر إبداعها، وتوليه ما يستحق من دراسة ونقد وتسويق.
كما أنه من واجب المؤسسات الإعلامية والصحافية تسليط الضوء على هند وإبداعها، ليس من أجلها فقط وهي تستحق، بل من أجلنا جميعاً، ومن أجل ذوي الإعاقات الذين أصابهم اليأس والقنوط، وظنوا ذات ضعف وإحباط أنهم مجرد أرقام لا معنى لوجودهم.
تحية لهند محمد الشتيوي النموذج المشرق والصوت الإبداعي المتميز