عبدالله محمد بني ياسين ، ابن تبنه ذات العلالي ، ابى ان يفارقها ، فهي ريوق الصباحات وغبوق المساءات .
ما ذهبت لفرح من افراح فرسان الدروع الا ووجدته اول الحضور ، فاتورة الصداقة طغراء يومه لا حساب فيها للمسافة والوقت والتكاليف .
ان كان للسلاح فضيلة فللدروع فضيلتين ، فالدروع عشيرتي وبيتي وعزوتي ،" انعم صباحا بالسيوف وبالقنا ان السيوف تحية الفرسان " .
" مستبطنُ صارماً كالموت سلته ما يلق من كل شيء فهو قاطعهُ
ترى المنايا القوافي في مضاربه وديف فيه من الذيفان ناقعهُ ".
اليوم وفي ضيافة الفاضل حسن بيك متروك الفقهاء ، جاء رفاق الدروع من كل حدب وصوب الباشا عبدالله بني ياسين ،الباشا محمد سمحان ، العميد احمد عبدالله الحمايدة ، العميد سليمان العبادي ،العميد احمد سليم العبادي ، العميد محمد الزبون ،العقيد عاطف الزينات ، ... التقاعد لم ينسي الرفاق ديمومة التواصل ، ميادين الدروع ممهورة بالروابط القويمة ، عائلة اكليلها المودة " الجندي ، ضابط الصف ، الضابط " ، الطاولة المستديرة عنوانها الاحترام والثقة والمحبة .
تبنة ؛ توأمة العجمي والكرمل .
" فلا زال قبرٌ بين تُبنى وجاسم عليه من الوسمي جود ووابل
فينبت حوذانا وعوفا منورا سأهدي له من خير ما قال قائل " .
تبنة مصافحة التاريخ بين عملاقين امير الجليل ظاهر العمرو الذي اربك سلطة العثمنلي في خاصرتها ، وبين كليب الشريدة الشيخ الذي حارب الفرنسيين في سوريا والانجليز وبني صهيون في تلال الثعالب " .
تبنة ابنة العلالي الشامخات ومزيونة الفضاءات المثقلة بالخير والعطر والندى ، وولادة القرى فعلى زنارها تنتظم بناتها من البلدات المنيفة سلة من الحب والغلال ، هذا الخيط من عناقيد كورة فحل او كورة بني سعيد تناسلت من رحمها فجرا حنطة وبساتين ، ففي تبنة كل الاوقات صالحة لعمل الخير ، فالخير والحب في قاموسها ارث تاريخي لا ينضب ولا يجف .
تبنة عاصمة ظاهر العمرو الزيداني عام 1730 ، الفارس الذي لم يرضع الا حليب الخيل " فالخيل معقود بنواصيها الخير " ، الفارس الذي سابق حصانه ، العادل الذي قال لابنائه حينما ارادوا ان يظفروا ببعض البلاد كاقطاعات لهم " ان البلاد ملك لاهلها وانهم ليسوا سوى خدم للسكان " ، وآثر رضا الناس على رضا ابنائه .
تبنة ابنة الدهشة والحلم والتاريخ ، مطرز على بوابة قلعتها الزيدانية :
" عزك يا صفد واحمد بتبنه
ويامر على بروج الدير بتبنى
على ايدك يا شيخ اليوم تبنى
ويرعى الذيب والنعجه سوى " .
تبنة ابنة العشائر والعائلات العريقة ، بني ياسين ، وبني عيسى ، وبني عامر ، وبني بكر ، وبني يونس : " الشريدة وبني عبد الرحمن " والخريسات ، ويقال ان بني عامر جاءوا الى كورة فحل من كورة بني حميدة في ذيبان :
" فأن تسألي عنا فإنا حُلى العُلا بنو عامر والارض ذات المناكبِ
ولا عيب فينا غير أنّ سماحنا اضرّ بنا والبأس من كل جانبِ
ابونا أبٌ لو كان للناس كلهم ابا واحدا اغناهم بالمناقبِ " .
تبنة يا ام القرى وسيدة المقام ، لا زال خط الوئام الذي عمّده الزيداني بين العجمي والطابور والجرمق والكرمل ريوق صباحك ولا زال نسيم عكا وندى مرج بن عامر وطل صفد وغيم الجليل غبوق مسائك ، وما زال نهر الشريعة يشدو :
" اما زال في عينيك صيف وانجم
وفي صدرك الريان مسك وعندم
اما زال بين الضفتين زنابق تهدهد
شوق الى الغور والغور ينسم
بنفسي انفاس البساتين تغتفي
بنفسي حسون الجليل المنمنم " .
تبنة يا سيدة التاريخ " الدنيا عودات مستمرة الى البدايات " ، وبداياتك فجر لا يخبو ، فانتِ ذاكرة العنفوان للوطن ، والعلالي شاهدة الزمان على المكان والانسان .
تبنة يا عطر الوطن الذي يهب من كل الجهات ، فيك اشم رائحة الوطن ، فالحب في قاموسكِ فطرة لا واجب .
تبنة ؛ في القلب اشياء كثيرة اتمنى ان اقولها ، لكنها كالشهد تذوب قبل ان تقال .