تعبر دولُ إقليمنا وشعوبُه وشعوبُ العالم كافة، إلى العام الجديد، على قصف المدافع وهدير القاذفات واستمرار المأساة المروعة وحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة المنكوب والضفة الغربية المحتلة.
ويعبر العالمُ العامَ الجديد على مقاومة فلسطينية باسلة مُلِهمة باهرة، تكشف عن عمق إيمان ابناء الشعب العربي الفلسطيني بوطنهم واستعدادهم لتقديم التضحيات بسخاء لا يداني من اجل الحرية والكرامة وبلوغ الاستقلال.
وتعبر بلادنا إلى العام الجديد، وقلوبنا عامرة بالعزم على المضي قُدماً لتعزيز إيجابياتها وعناصر قوتها الهائلة الكثيرة.
نثق بقدرات بلادنا العظيمة، الراسخة في التاريخ والجغرافيا ذات الموقع الجيو- سياسي، الذي هو واحد من أهم المواقع في العالم.
سنواجه حقائق بلادنا، كما هي دون تزيين أو تشويه، فالانتقاص والتبخيس والنفخ والتدليس، لا يهدم أوطانًا ولا يبنيها، كل ما يفعله هو إشاعة جو من الإحباط، يعيق ولا يلغي الإصلاح الذي تواصل الأمم المتقدمة انتهاجه.
بلادنا لم تكن واقعة يوماً، ولا هي هشة كما يشيع الأعداء والمتربصون والهدامون، الذين يندهشون من وحدتنا وصمودنا، رغم ما نحن فيه من استهداف، يتزايد ولا ينقطع، ويتزايد معه حجم مقاومتنا له.
وكما انه استهداف متعدد الأسباب والدوافع، فإنه صمود متعدد الركائز والأسباب أيضًا. وأولها هذا التوافق والانسجام والتراضي الراشد، بين القيادة الهاشمية والشعب الأردني، والقدس وحقوق شعبنا العربي الفلسطيني المشروعة، المرتبطة بأمننا الوطني ومصالحنا العليا، هي في الطليعة من هذه الدوافع والروافع.
بلادنا صلبة، لا يرى المغامرون والجاحدون والمضلَّلون، قوتها وصلابتها، الذين يطلقون الكلام العدمي الهدام، ويقيّمون وضع البلاد الأمني والسياسي والاقتصادي، انطلاقا من رغائبهم السوداء وأحلام يقظتهم الفاشلة، انسجاماً وتساوقاً مع الليكود الصهيوني.
اولئك لن يتوقفوا عن طلاء المنجزات بالسواد وعن إنكارها والتقليل منها ومحاولة طمسها وإخفائها.
بلادنا ذات حضور بارز وتأثير ملموس في الاقليم. وذات أجهزة أمنية وعسكرية متمرسة خبيرة.
وبلادنا التي عبرت مئويتها الثانية، لا تقف على أرجل من شمع، ولا تستمر بالأحلام والأوهام. أردننا اليوم أقوى مما كان عليه في عام 2011، وعام 2022، وسيكون أقوى عام 2024.