فشِلَ المشروعُ التوسعي الإسرائيلي الصهيوني في ابتلاع وهضم فلسطين، بعد 126 سنة من اقراره في سويسرا، وبعد 75 سنة من تنفيذ مرحلته المعلنة الأولى سنة 1948.
المشروع الصهيوني يحتل الآن مساحات أكبر من الأرض الفلسطينية والسورية واللبنانية، لكنه لم يستقر، ولم يتمكن من انتزاع اعترافٍ عربي او دولي، بما اغتصبه سنة 1967 كما تم الاعتراف له بما اغتصبه سنة 1948 !!
خطط هذا المشروع لبناء إمبراطورية يهودية كبرى تشمل فلسطين والأردن، وأجزاء من مصر وسورية ولبنان والعراق والسعودية.
ولمّا نُحدّق ونُدقّق في هذا المشروع، نجد انه غير قابل للحياة. وانه مشروع فاشلٌ، واصِلّ إلى حتفه ونهايته لا محالة.
لا يمكن للمشروع الصهيوني ان ينتصر. سوف تنكسر رماحه وتلتوي سيوفه وتنكص فرسانه وترتد خاسرة على اعقابها.
فمقاومة المشروع الصهيوني، تزداد حِدّة وشِدّة عاماً إثر عام، تُلحِق به الخسائر الفادحة، لدرجة اننا لم نعد نرى اي إسرائيلي باللباس المدني.
كل إسرائيلي اصبح عسكرياً غاطساً في الفوتيك والبسطار، متسربلاً بالبندقية والجعبة والخوذة والدرع المضاد للرصاص.
وفي كل مدن إسرائيل تنتشر الملاجئ للوقاية من الصواريخ التي أصبحت تطالها، ولم تكن تطالها قبل عقود !!
قوة إسرائيل مستمدة من قوة حُماتِها ورعاتِها، وهي حمايةٌ ورعايةٌ ليست أبدية !!
وها هي مقاومة الشعب العربي الفلسطيني تزداد حِدة وشِدة، اكثر مما كانت قبل عقود. وها هي المقاومة تصبح مقاومة الشعب العربي الفلسطيني بأسره، بعد ان كانت مقاومة فصائل وتنظيمات وحركات، واصبحت مفردة السلام من لغة الماضي، وانكشف ان ما بيننا وبين اليهود الإسرائيليين، معركة وجود لا حدود.
يستهدف المشروع الصهيوني الأردن، لكنه وقد فشل طيلة 75 سنة في اخضاع الشعب العربي الفلسطيني، فإنه يحتاج إلى إلى عقود وعقود من الحروب والدماء والفشل، لو تجاوز خطوط الهدنة مع الأردن.
تشكل المقاومة الفلسطينية الجبارة الظافرة، إلهاماً وقدوة ونموذجاً، لكل بني الأمة، وقلعةً وترسانة وخطوطاً أمامية دفاعاً عن الأمة.
لقد كسر الفلسطينيون، بأعظم التضحيات وأسخاها، حِدّة المشروع الصهيوني، وانتهت اندفاعته عند أقدام المقاومة الفلسطينية الجبارة..