يحير الإنسان أحياناً في التعبير ووصف المُتميزين في كُل شيء، في عملهم، في تعاملهم، في عطائهم اللا محدود، في وطنيتهم، في سعيهم لرفع إسم وطنهم عالياً عندما يُصدرون بنجاحاتهم للخارج، فيكونون خير السفراء الذين يُمثلون الأردن في خبراتهم وتفوقهم في مجالهم العلمي... وأيضاً تميّزهم في إنسانيتهم، وهُنا سأقف عند صرح طبي فكري وإنساني يتجلى في شخصية طبيبة أردنية معرفتها تعطي الأمل، وتبعد عنا كوابيس اليأس المُرعبة.
إنها الدكتورة نادية محمد الحياصات أخصائية أمراض وجراحة النسائية والتوليد والمساعدة على الإنجاب، هذه الإنسانيّة التي حظيت بمعرفتها عن قُرب، فما لمستُ منها إلا الرُقي والإنسانية التي توليهما لمرضاها الذين يأتونها باحثين عن سعادتهم فيجدون ضآلتهم في خبرتها وعلمِها، فلطالما كانت سبباً في ملئ حياة إثنين عاشوا سنوات طويلة دون أطفال، وبإتكالها على الله أولاً، ثُم إستنادهُا على علمِها وخبرتها الفائقة والمُتفوّقة بها محليّاً وعالمياً، إستطاعت أن تُدخل لبيوتهم السعادة وتُزيّن حياتهم بالأطفال بعد عملياتها الناجحة في مجال تخصص أطفال الأنابيب.
الحياصات المُتميّزة في دراستها، والتي تخرّجت من مدارس الثقافة العسكرية بتفوق فكانت الأولى في الثانوية العامة، ثُم أكملت مسيرتها العلميّة والتعليمية بدراسة تخصص الطب الذي تُحب بالتنافس رُغم أحقيتها بالمكرمة الملكيّة، ثُم إلتحاقها بالخدمات الطبيّة الملكيّة برتبة ملازم طبيب، ونجحت في أن تكون الأولى بإمتحان البورد محليّاً ودوليّاً بعد إنهائها سنوات إقامتها في تخصص النسائية بمدينة الحسين الطبيّة بإمتياز.
فلم يتوقف إصرارها على النجاح وتطوير ذاتها وخبراتها عند هذا الحد، وإنما تجاوزت حدود الوطن للذهاب إلى بلجيكا لإكمال تخصصها الفرعي في أكبر مراكز العالم في تخصص المساعدة على الانجاب وأطفال الانابيب، حاصلة بجهدها وتعبها وتصميمها على الزمالة الاوروبية والبلجيكية في تخصص أطفال الانابيب.
الحياصات إبنة الطبيب وزوجة الطبيب ليست مجرّد طبيبة يلجأ إليها الناس بحثاً عن العلاج، وإنما عن الأمل والسعادة، وهي بإنسانيّتها العاليّة ، وتواضعها الكبير التي تستقبل وتُعامل بهما مرضاها، تجعلني أتيقن تماماً أن العلاج ليس دائماً حبّة دواء، أو معدّ جراحي؛ وإنما أحياناً قد يكون "الدكتورة ناديّة محمد الحياصات"
فحفظها الله ووفقها لما فيه خير للوطن والإنسان. وحفظ لها والدها وزوجها وأبنائها...