مدينة خان يونس في قطاع غزة يسكنها حوالي نصف مليون نسمة ، وهي على بعد 20 كلم من الحدود المصرية ، وتتميز بتاريخها العريق ، وكونها مرتكز قطاع غزة وحلقة الوصل بين الشام ومصر .
بنى المماليك قلعة ضخمة للادارة والقيادة فيها وحملت اسم قلعة برقوق نسبة الى السلطان المملوكي ومؤسس المماليك البرجية السلطان برقوق ، وهي تقع على 16 دونما ولها ادوار عسكرية واقتصادية واجتماعية . ويعود بناؤها الى عام 1387 . وتولى بناؤها من كان يحكم المنطقة من المماليك هو الامير يونس بن عبدالله النورزي ، ومن هنا جاءت تسمية المنطقة كلها بخان الامير يونس ثم اختزل الاسم الى خان يونس .ولكن الاسم القديم قبل ذلك لخان يونس هو "جنيس" وقد يرجع الى بيزنطة او روما او اليونان وكل هؤلاء كانت لهم حضارة في خان يونس .
القلعة تصنف على انها قلعة عسكرية حصينة بتصميمها و في الاصل هي مربعة الشكل بضلع طوله 72 مترا ولكن مع تعرضعها للهجمات العديدة اصبحت واجهتها لا تتعدى عرض 12 مترا .
وتعرضت خان يونس لقصف مدافع نابليون خلال حملته عام 1798 واستهدف القلعة وتتعرض خان يونس التي هي ميدان معركة الان تتعرض لقذائف العدو الذي يستهدف بشكل ممنهج التاريخ والاثار ، ولا يتورع في ذلك طالما انه هو لا تاريخ ولا اثار او قلاع وحصون له في كل فلسطين .
قلعة برقوق كانت احدى محطات طريق الايلاف القرشي قبل حوالي 1500 عام حين كان اسمها " جنيس " ، وكأنه وفاء للتاريخ أن يهب الجيش الهاشمي الاردني لفتح مستشفى ميداني خدمة لاهل المدينة التي تتعرض للقصف والمجازر، ونستذكر أن العدو الصهيوني ارتكب عام 1956 مذبحة فيها حين كان احتلال اسرائيل لجزيرة سيناء ،
وتتجدد المذابح فيها الان ولكن لم تتنازل خان يونس عن كبريائها وصمودها وتقاتل المقاومة فيها ضد العدوان .