أن مواقف رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي هي محل ترحيب وتقدير وأهتمام من قبل جهات سياسية لبنانية ومحل إعتراض من أحزاب وكتل سياسية، في وقت تستمر الإعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وبشكل يومي، وما تثيره من قلق ومخاوف جراء إعلان الحكومة الإسرائيلية عن دخول الحرب المرحلة الثالثة وربطها بالإغتيالات.
وفي هذا السياق كمراقب ومتابع للشأن اللبناني إن هناك أفرقاء في الداخل اللبناني يتعاطون مع ما يجري وكأن لبنان جزيرة معزولة، في حين أن المشهد في غزة ليس منفصلاً عن لبنان، خصوصاً وأن إسرائيل ألتي تواصل حربها على غزة لليوم السادس بعد المئة، تهدد بضرب لبنان وأنتهاك قواعد الأشتباك، ولن توقف إعتداءاتها على جنوب لبنان قبل وقف الحرب على غزة.
وعليه يمكن التأكيد بحسب متابعتي كمراقب في الشأن اللبناني، إن مواقف فخامة الرئيس نجيب ميقاتي مهمة جدأ لا سيما وأنها تنسجم مع مبادئ الرئيس ميقاتي وسياسة حكومته وبيانها الوزاري تجاه الملفات الوطنية، وتجاه أهمية تحرير الأراضي ألتي لا تزال محتلة، وأهمية إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، خاصة وأن إستمرار إسرائيل في سياستها الإستيطانية والتوسعية وعدوانها على غزة وعلى المقامات الدينية الإسلامية والمسيحية سوف يشعل المنطقة لحرب إقليمية ألتى إنتفضت شعوبها ضد ما ترتكبه إسرائيل من مجازر إبادة جماعية وتطهير عرقي وتدمير لكل شيء.
ومن هنا أرى أن على الجميع في لبنان الإلتفاف حول الحكومة ورئيسها وأتخاذ مواقف تحاكي المرحلة، والتعاون من أجل توحيد وتحصين الجبهة اللبنانية ألتي يجهد رئيس الحكومة لتحصينها بعيداً عن الحسابات السياسية والخلافات والمناكفات.
في المقابل، فإن الملف الرئاسي عاد إلى الواجهة من جديد في الأيام الماضية مع تصريحات رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري وتحركات الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الذي وصل أمس إلى السعودية على أن ينتقل إلى قطر غداً فضلاً عن لقائه الموفد الرئاسي الأميركي الوسيط في ملف الطاقة آموس هوكشتاين، وسط معلومات أن لودريان سيصل إلى بيروت الأسبوع الأول من شهر شباط القادم كأقصى حد، على أن يتبعه الموفد القطري.
لكن مصادر سياسية لبنانية أشارت إلى أن الملف الرئاسي لن يتبلور قبل نضوج تسوية خارجية إنطلاقا من إتفاق أميركي- إيراني في الملف النووي.
وتتحدث أوساط سياسية لبنانية أن "الثنائي الشيعي" أن لا جديد في الملف الرئاسي، لافتة إلى أن المعطيات لا تحمل أي طرح يمكن البناء عليه.
واعتبروا هؤلاء السياسيين أن رئيس تيار المرده سليمان فرنجية لا يزال مرشح حزب الله وحركة أمل في حين أن قوى المعارضة ألتى تدعي في الإعلام أن مرشحها هو الوزير السابق جهاد ازعور تدرك هي نفسها أن التقاطع الذي حصل بين مكوناتها في الأشهر الماضية حول ازعور سقط بعد الجلسة الإنتخابية ألتى حصلت ولم يفز بها الأخير والذي أبلغ المعنيين أنه لم يعد معنيا بهذا الأستحقاق.
وأعتقد أن هناك تحولاً في موقفي واشنطن والرياض من الملف الرئاسي سوف يظهر في الأيام القادمة، من خلال عدم معارضة إنتخاب الرئيس سليمان فرنجية.
وأعتقد من خلال هذه الأجواء والحراك السياسي والدبلوماسي على الساحة اللبنانية أن هذه الأجواء سيعمل عليها هوكشتاين الذي ناقش والرئيس نبيه بري ملف الإنتخابات بشكل موسع.