بعد أقل من عام ونصف على اعتلائه العرش البريطاني، دخل الملك تشارلز الثالث في معركة ضدّ "نوع غير محدّد من السرطان"، أحدث الإعلان عنه صدمة في المملكة المتحدة الثلاثاء.
وتصدرت صورة الملك البالغ 75 عاما الصفحات الأولى من جميع الصحف البريطانية، فعنونت صحيفة "ذي صن" "أنا مصاب بالسرطان"، بينما عنونت "ذا ميرور" "صدمة سرطان الملك"، أمّا "ذي تلغراف"، فكتبت بكل بساطة "الملك مصاب بالسرطان".
من جهته، أكّد الملك أنّه "متفائل جداً" بشأن العلاج الذي بدأه الإثنين، وأنه لا يعتزم وقف أنشطته بالكامل على رأس المملكة المتحدة وأيضاً 14 دولة أخرى.
ولكن بينما كان يستريح بعد جراحة البروستات، بدا غيابه أطول من المتوقع، وجاء في وقت تتعافى فيه الأميرة كايت زوجة وريث العرش وليام، أيضاً بعد عملية جراحية خضعت لها.
بالتالي، بات الأمر متروكاً للملكة كاميلا (76 عاماً) والأمير وليام (41 عاماً)، اللذين سيستأنفان أنشطتهما الأربعاء، لتمثيل الملكية أمام الجمهور.
وأوضح قصر باكنغهام مساء الإثنين، أنه "خلال العملية الجراحية الأخيرة التي خضع لها الملك تشارلز في المستشفى بسبب تضخّم حميد في البروستات، تم اكتشاف مشكلة أخرى" و"أظهرت فحوصات لاحقة وجود شكل من أشكال السرطان".
وأكد القصر أن المشكلة الصحية المستجدة ليست سرطان البروستات.
وبدأ الملك الإثنين "برنامج علاجات منتظمة، نصحه خلاله الأطباء بتأجيل أنشطته العامّة"، بحسب قصر باكنغهام. غير أنّه سيواصل "الاهتمام بشؤون الدولة والمهام الإدارية كالمعتاد".
زيارة هاري
وبدون تأخير، أعلن الأمير هاري، الابن الأصغر لتشارلز الذي يعيش في كاليفورنيا، أنّه ينوي العودة إلى المملكة المتحدة لرؤية والده على الرغم من التوتر الشديد بينه وبين عائلته.
وأفادت الصحف البريطانية بأنّه سيحضر بمفرده، من دون زوجته ميغان وطفليهما آرتشي وليليبت، كما حدث أثناء التتويج.
وبعد الإعلان عن التشخيص، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن على "الشجاعة" المطلوبة في مواجهة السرطان، في حين أرسل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "مشاعر الصداقة" إلى الملك، لينضمّ بذلك إلى الأمنيات بالشفاء التي تدفّقت من الطبقة السياسية البريطانية، بما في ذلك الانفصاليين الاسكتلنديين والجمهوريين في إيرلندا الشمالية.
بدوره، أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، الذي تتبع بلاده للتاج الملكي البريطاني، أنّ "جميع الأستراليين يرسلون أطيب تمنياتهم للملك تشارلز بالشفاء العاجل. هذه أخبار صعبة".
كذلك، انضم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي "إلى شعب الهند"، المستعمرة السابقة للتاج البريطاني، "ليتمنّى الشفاء العاجل والصحة الجيدة" للملك تشارلز الثالث.
وقالت إيموجين هولدر (26 عاماً)، التي تعمل في مجال التأمين، لوكالة فرانس برس، "آمل أنّ يكون قد تمّ الكشف باكراً (عن السرطان) وأن ينتهي الأمر بشكل جيّد بالنسبة إليه".
من جهتها، قالت سارة فيريسن (55 عاماً) وهي مندوبة مبيعات في مجال تكنولوجيا المعلومات، "أعتقد أنّ الأمر صعب عليه، فقد انتظر طويلاً حتى يصبح ملكاً".
وكان الملك تشارلز اعتمد الشفافية بشأن العملية الجراحية التي خضع لها لعلاج مشكلة البروستات، وقرر "الكشف عن تشخيص اصابته بالسرطان لتجنب التكهنات وعلى أمل مساعدة الجمهور على تفهم المصابين بهذا المرض في جميع أنحاء العالم".
وكان الإعلان عن إصابته بمشكلة في البروستات مغايراً تماماً للسرية التي أحاطت بصحة الملكة إليزابيث الثانية في السنوات التي سبقت وفاتها في الثامن من سبتمبر 2022 عن 96 عاماً، وتولت العرش البريطاني مدى 70 عاما، وهو رقم قياسي في الملكية البريطانية.
ويأتي ذلك في وقت دخلت فيه كايت زوجة وريث العرش وليام، المستشفى في 16 يناير لإجراء عملية جراحية في المعدة ظلت محاطة بسرية. ولم تظهر علنا منذ مشاهدتها مع بقية أفراد العائلة في عيد الميلاد.
وأعلن قصر كنسينغتون قبل أسبوع أنها خرجت من العيادة الخاصة في لندن حيث خضعت لهذه العملية وأنها تمضي فترة نقاهة في منزل العائلة في ويندسور غرب لندن.
ولا تزال أسباب العملية الجراحية غامضة لكنها ليست سرطانا، بحسب وسائل إعلام بريطانية.
كذلك، علق وليام الابن الأكبر للملك تشارلز الثالث مهامه العامة لإعطاء الأولوية لأسرته. لكن مكتبه أعلن الاثنين أنه سيحضر حفل تكريم في ويندسور الأربعاء ثم حفلا خيريا في لندن.