من رجالات الاردن الشيخ ضيف الله فرحان الكعيبر السرحان أبومنور (1955-2020) شيخ شمل قبيلة السرحان.
بقلم الدكتور محمد الحدب السرحان
حفيد من سلالة سحمي الحدب/ عقيد قبيلة السرحان
الفقيد الشيخ ضيف الله الكعيبر السرحان هو شيخ مشايخ قبيلة السرحان في الأردن والوطن العربي، وقبيلة السرحان هي من القبائل البدوية والعربية العريقة التي تتوزع في أجزاء كبيرة من شبه الجزيرة العربية وتحديداً في مناطق البادية الشمالية في المملكة الأردنية الهاشمية.
ولد الشيخ ضيف الله الكعيبر رحمه الله وترعرع في قرى السرحان في محافظة المفرق في المملكة الأردنية الهاشمية عام 1955، حيث تلقى تعليمه وأمضى سنوات الطفوله في ربوعها. وكفرد لعائلة بدوية عريقة تتلمذ الشيخ ضيف الله على يد والده المرحوم الشيخ فرحان الكعيبر السرحان، واحد من أهم رموز ورجالات البادية في وقته الذين عاصروا تأسيس الدولة الأردنية من بداياتها وقدموا كل الدعم والتأييد لمسيرة البناء التي قادها الهاشميين خلال العقود الماضية وما زالوا.
وبعد وفاة والده الشيخ فرحان الكعيبر، أستلم الشيخ ضيف الله زمام المسؤولية ليصبح شيخ مشايخ قبيلة السرحان منذ عام 1991، وحسب عرف القبائل العربية فأن لكل قبيلة عدة فروع ولكل فرع شيخ، وبالتالي "شيخ المشايخ" أو "شيخ الشمل" هو الشيخ صاحب الرتبة الأعلى بين جميع شيوخ القبيلة وتتوارث عائلة الكعيبرهذا اللقب من الزمن القديم.
والمرحوم الشيخ ضيف الله الكعيبر كان قد نبذ حياته لخدمة وطنه ومليكه وقبيلته منذ نعومة أظفاره، حيث كان لخصاله الحميدة المتأصلة والمتمثله بالكرم والطيب العربي البدوي إغاثة الملهوف ومساعدة المحتاج الدور الأكبر في بناء جسور راسخة من الصداقة والمحبة مع مختلف أطياف المجتمع الأردني من حضر وريف وبادية، وأيضاً المجتمع العربي ككل. بحنكته الراسخة وبعد نظره ساهم الشيخ في فض الكثير من النزاعات وأصلاح ذات البين بين مختلف فئات الشعب الأردني، لا بل كان يعتمد كمرجع مهم تلجأ إليه الدولة لطلب النصح والمشورة فيما يخص شؤون القبائل.
وفي جميع زيارات الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه لقبيلة السرحان ضمن الجولات الملكية في زيارة أبناء الوطن والتواصل معهم بشكل مباشر، كان الشيخ ضيف الله رحمه الله أول المستقبلين لجلالة الملك والمتحدث بكل ما يخص شؤون قبيلته، متسلحاً بالكلمة الصادقة ومخافة الله ليكون الصادق الآمين في نقل أوجاع وهموم الناس البسيطين.
وهذا الدور الكبير والمتميز بالعطاء والزهد كان قد توشح بمشاركة فاعلة للشيخ ضيف الله في الحياة السياسية في الأردن من خلال الفوز بأحد المقاعد النيابية المخصصة للبادية الشمالية في مجلس النواب الثالث عشر للفترة 1997-2001، وكان دوره كعضو في مجلس النواب فاعلاً ومؤثراً ليس فقط من خلال عملية التشريع والرقابة بل أمتد ليشمل جانب التنمية والتطوير لكل المجتمعات على أمتداد رقعة الوطن بما فيها البادية مختلف تقسيماتها.
وللفقيد رحمه الله مناقب كثيرة تميزت بالحب والكرم والجود ونبل الأخلاق، حيث كان حاضراً بلباسه العربي البدوي الأصيل في جميع مناسبات قبيلة السرحان ليضفي البهجة والسرور على أفردادها وضيوفهم، لا بل أعتاد أبناء السرحان والوطن على ابتسامته المعهوده وحبه للنكته والمرح وكان المرجع الأول والأخير ليجمع الناس دائماً على الخير في كل ما يخص شؤونهم وخير من يمثلهم في السراء والضراء.
رحل الشيخ ضيف الله الكعيبر من الدنيا، لكن أعماله العطرة وتاريخه الحافل ما زال حاضر بيننا يعيش كل لحظاتنا...مسيرة حافلة بالكفاح والعطاء والبذل.
نسأل الله أن يرحمك أيها الشيخ الجليل وأن يغفر لك ويعتقك من النار.