سيكون جلالة الملك عبدالله الثاني فى البيت الابيض، وذلك فى مستهل جولة سياسية تاتى فى وقت دقيق تشمل كل من كندا وفرنسا وألمانيا، وهى الدول التى شكلت للحكومة الاسرائيلية الطوق الداعم لها في شن عدوانها على قطاع غزة، حيث سيكون الملك عبدالله الثاني حاملا معه رسالة من الكل العربي تؤكد على ضرورة وقف إطلاق النار وفتح المجال أمام تسوية سياسية تبعد الجميع من الدخول فى منزلق رفح الكارثي الذي سيدخل المنطقة في حرب إقليمية وتداعيات انسانية خطيرة نتيجة حالة الاكتظاظ السكاني الكبير على الحدود المصرية فى رفح.
وهو ما يشكل تهديد وجودي للشعب الفلسطيني الأعزل الذى يرفض التهجير بكل الوانه واشكاله وهى قضية أساسية من المفترض أخذها بعين الاعتبار من هذه العواصم ووضعها في سلم الأولوية والتعاطى معها بمسؤولية بيان والعمل خلالها إيجاد افق سياسي ينهي حالة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي الدائرة وهى المسألة التى لا يجوز القفز فوقها عند الحديث عن أية مصوغات سلمية تخص ايجاد علاقات طبيعية بين شعوب منطقة مهد الحضارات.
الملك عبدالله الثاني الذي سيكون أول زعيم عربي يلتقى بالرئيس بايدن فى البيت الابيض منذ اندلاع حرب غزة حاملا معه أرضية عمل يمكنها أن تشكل مفتاح حل للأزمة الدائرة في المنطقة التى باتت مستعصية لدرجة كبيرة واخذت تجعل من أجواء المنطقة مشحونة لحد الصدام كما أخذت اسقاطاتها تؤثر بطريقة ضمنية على الواقع الانتخابي للرئيس بايدن الأمر الذي يجعل من زيارة الملك للبيت الأبيض زيارة تبييض مواقف وإعلان حالة جديدة لاسيما بعد التصريحات الأخيرة للرئيس بايدن والتى تحدث فيها عن تجاوز اسرائيل كل حد في عدوانها على غزة.
وهو ما يجعل من زيارة الملك عبد الثاني للبيت الأبيض تحمل ثلاث اهداف كبيره بعناوين عريضة حيث يتعلق الأول منها بمسألة إطلاق رساله جديدة للمنطقة تقدم مسارات التسوية السياسية عن الة الحرب العسكرية فى بيان الحل، والثانيه تحمل رسالة تاكيد على اهمية ايجاد مناخات تسمح بتطبيع العلاقات بين مجتمعات المنطقة من على ارضية الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتطبيق قرارات الشرعية الدولية، والثالثة فإنها ستقوم باستعادة الزخم الشعبي للرئيس جو بايدن من المسلمين والملونين كما من فئة الشباب المهمة في الحزب الديموقراطي على تأثر حركتها بشكل كبير على فرص نجاح الرئيس بايدن فى الانتخابات والتى اصبحت بحاجه لرساله مصالحه بالاستدلال وهذا ما يمكن تجسيده بزيارة الملك للرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.
لاسيما وان الحاضنة الشبابية اعلنت موقفها مع صوت العدالة على حساب سوط القوة ورفضت سياسية الغلو والتطرف وسياسة التهجير التى تقف عليها حكومة الحرب الاسرائيلية وهو ما يعني بالمحصلة عودة الزخم الداعم للرئيس الأمريكي في معركته الانتخابية وهذا ما يتطلب وقف إطلاق النار وعوده الجميع لطاولة الحوار من خلال مؤتمر دولى يحقق هذه الغاية السامية المستندة للقانون الدولي والقائمة على حل الدولتين التى يريدها الرئيس بايدن للحل كما تريدها الحاضنة العربية التي تسعى من اجل تسوية سلمية تكون اسرائيل فيها جزء من المنطقة وليس شرطيا عليها.
وهو ما يجعل من زيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن ولقاءاته مع قيادات بالاداره الامريكيه وقيادات في مجلس الشيوخ باكورة امل يتطلع اليه الجميع لتحقيقه، وعنوان جديد لإنهاء أزمة سياسية وإنسانية من على أرضية الدبلوماسيه العربيه التى يتزعمها الأردن كونه المؤهل القادر على ترجمة ظروف الحل وذلك لقرب الدبلوماسية الأردنية من جميع الأطراف وهو ما يجعلها قادرة على التأثير وبناء قوام قادر لفتح آفاق جديدة لحل سياسي يقوم لتحويل المنعطف الدائر الى منطلق قومي وهى استراتيجية العمل التي أصبحت علامة فارقة تميز الملك عبدالله الثاني وسياسته فى التعاطي مع الأزمات وفى حل القضايا.