ان من ينظر الى الساحة المحلية والدولية بعينه المجردة ، يجد ان هناك احداثا عظيمة غيرت مجرى تأريخ الامم والشعوب، كانت بدايتها احداث ينظر اليها الناظر على انها إحداث بسيطة بداية ( مثل الكرة الثلجية عند تدحرجها يكبر حجمها وتزداد خطورتها ).
وتيرة الاحداث الساخنة تتصاعد اليوم منذ بداية طوفان الاقصى، والسؤال الذي يطرح نفسه هل هناك مؤشرات على قرب تدحرج كرة الثلج في المنطقة ؟! فهي حينما تتدحرج تكبر في كل مرحلة ويكون ارتطامها كارثيا على الهدف التي تصل اليه ، ومجريات الاحداث وهي تمضي في متغيرات متسارعة تندر بالاقتراب،لربما ( شفير الهاوية) .
فقد ضاق العالم ذرعا بالحرب على غزة الذي تجاوز كل مبادىء الانسانية من قتل وتهجير نساء واطفال ابرياء لا حول لهم ولا قوة يعيشون ظروف صعبه في ظل شدة الرياح والامطار التي بدأت بهدم الخيام على رؤوس النازحين في رفح في منع وصول المساعدات الانسانية اليهم ، يعني اوضاع كارثية وعلى مرآة من العالم ودون تحريك ساكن .نحتسي القهوة امام شاشات التلفاز بجانب مواقد الحطب عما يحدث ! والى متى ؟!
ها نحن ندخل الشهر الخامس من طوفان الاقصى بعد ان فشلت جهود الوسطاء في ايقافه.
لو عدنا الى اسباب الحروب التاريخية ، لوجدنا بأنها بدأت بصراع جزئي ، لكن تخاذل العالم او عدم فهمه لخطورة التبعات ، وتغليب المصالح الذاتية الطبقية هو الذي سمح بتوسيع شرارة النزاع الى ان تتحول الى صراع كوني ذهب ضحيته الملايين من الابرياء. اعتقد بأننا اليوم امام ظروف متشابهة من حيث الحدث ومن حيث التكتلات والمحاور ومن حيث السياق الزمني لمثل هذه الاحداث ،وان الفاعلين الدوليين يتحدثون عن عدم رغبتهم في توسيع الصراع ليتحول الى مواجهة شاملة ، الا ان الافعال ترصد بأن كرة ثلج بدأت تتدحرج وربما سوف تتضخم وللاسف لن يكون بالامكان ايقافها.
ان استمرار الصراع في غزة بهذا الشكل الدموي يزيد من احتمال توسع رقعة الصراع والاحداث المتسارعة تؤكد ذلك فما يحدث في اليمن مثلا وتدخل الولايات المتحدة وبريطانيا في المواجهة ، وما يحدث في باقي مناطق الشرق الاوسط وتارة التصعيد على حدود لبنان ،ما هي إلا ارتجاجات لحدث ربما قادم لا سمح الله.
وتزايد حساسية إسرائيل تجاة الاتهامات (ثلج متناثر هنا وهناك )، بأنها المسؤولة عن معاناة المدنيين في غزة بسبب الضغوط التي يمارسها بعض حلفاؤها وتارة الولايات المتحدة وقضية الابادة الجماعيه التي تواجهها في محكمة العدل الدوليه في لاهاي ، وفي وقت لاحق من هذا الشهر يتعين عليها ان تثبت لمحكمة العدل الدولية ، انها قامت بتحسين ظروف الابرياء من نساء واطفال الذين يتعرضون للقتل والتجويع والحرمان من العلاج الطبي وادخال المساعدات بمختلف انواعها . ووفقا لاتفاقية جنيف. وإحترام قوانين الحرب على غزة ، الذي سوف يتجاوز الثلاثين الفا شهيدا .عدا الجرحى والمفقودين واغلبهم نساء واطفال ،
ويحاول الامريكيون بناء طريق نحو مستقبل سلمي في الشرق الاوسط بحل الدولتين والعودة الى طاولة المفاوضات وعقد مؤتمر سلام خاص بالمنطقة ، الا اننا نجد بان ليس هناك توافق داخل الاتحاد الاوروبي بشأن فرض عقوبات على إسرائيل كما قالت وزيرة الخارجية البلجيكية وما يحدث في غزة مرتبط بكثير من القضايا الاخرى ،. الا ان هذه الحرب مستمره وليس هناك احتمال فوري لوقفها ، لان في هذه الاثناء يعيش الالاف من النازحين في حالة ترقب وقلق من عملية عسكرية وشيكة في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من خطر التهجير القسري والذي يرفضه دول العالم ، ويقول نتنياهو ( مطالب حماس مجرد اوهام وتعني امرا واحدا وهو هزيمة إسرائيل ومن الواضح اننا لن نقبل بها ) على حد زعمه ،وكلما طال امد الحرب اصبح من الصعب السيطرة على عواقب ما يحدث. ومرة ثانية فهل سوف تتدحرج كرة الثلج من جديد !؟!؟