يراقب اليمنيون، بعين الحذر والقلق تبعات غرق السفينة البريطانية "روبيمار" المحمّلة بأكثر من 20 ألف طن من الأسمدة المصنّفة كمواد "خطرة جدًا"، فيما تثير هذه الحادثة مخاوف من وقوع كارثة بيئية قبالة سواحل البلاد.
وحمّلت الحكومة اليمنية، السبت، ميليشيا الحوثي مسؤولية الكارثة البيئية المترتبة، نتيجة استهداف السفينة، مرتين قبل أن تتعرض للغرق، فيما أسفرت الحادثة عن مقتل صيادين يمنيين ووقوع أضرار مادية كبيرة.
وقالت "خلية الأزمة" الحكومية، المشكلة للتعامل مع السفينة "روبيمار"، إن غرقها نتيجة متوقعة بعد تركها تواجه مصيرها، وعدم التجاوب مع مناشدات الحكومة اليمنية لتلافي وقوع كارثة بيئية في المياه الإقليمية والبحر الأحمر.
وأثار غرق السفينة، ردود فعل غاضبة في المجتمع ونخبه وقيادته، حيث وصف رئيس الحكومة أحمد بن مبارك، في منشور على منصّة "إكس" الحادثة بـ"الكارثة البيئية التي لم تعهدها اليمن والمنطقة".
وأضاف قائلا: "مأساة جديدة لبلادنا وشعبنا، ندفع في كل يوم ثمن مغامرات ميليشيا الحوثي التي لم تكتف بإغراق اليمن في كارثة الانقلاب والحرب وما تمخض عنها من مآسٍ لحقت بكل أسرة يمنية، لكنها صنعت كارثة إنسانية تهدد حياة شعبنا والأجيال لعشرات السنوات".
ويرى وكيل وزارة العدل اليمنية، فيصل المجيدي، أن غرق "روبيمار" هو "المشهد الثاني من صافر"، في إشارة إلى الناقلة النفطية "صافر"، العائمة قبالة سواحل الحديدة، حيث كانت هذه السفينة قد أثارت مخاوف من وقوع أزمة بيئية، قبل أن تتمكن فرق مختصة من الأمم المتحدة في أغسطس/آب الماضي، من إفراغ حمولتها.
وعبر المجيدي، في منشور عبر منصة "إكس"، عن أسفه لاستهداف السفن في البحر الأحمر، وما يسفر عنه من تدمير للبيئة البحرية.
وأضاف قائلا: "تهديد ميليشيا الحوثي للبحر الأحمر، هو تهديد بتدمير البيئة البحرية ورزق الصيادين اليمنيين الفقراء.. نحن أمام مجنون لا يهمه شيء سوى أن يقال عنه إنه بطل وهو إرهابي مجرم.. كان الله في عون إخواننا في غزة والفقراء في اليمن".
واعتبر خبير الشؤون الاستراتيجية والعسكرية، علي الذهب أن الحوثيين اقترفوا "جريمة شنيعة تجاه أمن وسلامة البحرين، والأمن القومي للدول الشاطئية.
وقال في منشور على منصة "إكس" إن هذه الجريمة "خرقت حزمة من الاتفاقيات، من بينها اتفاقيتا قانون البحار، وبيرسجا لعام 1982، واتفاقية قمع الأعمال غير المشروعة الموجهة نحو السفن لعام 2005".
من جهته، قال المحلل السياسي، أنور التميمي، إن "السفينة روبيمار التي أغرقها القرصان الحوثي، تحمل مواد كيميائية خطرة، ستدمر البيئة البحرية، وسيتضرر منها بصورة مباشرة صيادو اليمن البالغ عددهم حوالي نصف مليون صياد وصيادو جيبوتي كذلك، علاوة على الأضرار البيئية التدميرية التي ستمتد لعقود".
وأكد وكيل محافظة الحديدة، وليد القديمي، أن الكارثة البيئية المرتقبة "ستكلفنا الكثير للأسف"، لافتا إلى أن كل السفن التجارية حولت مسارها باتجاه رأس الرجاء الصالح، في حين إن هذه السفينة المحملة بالأسمدة التي تهدد الأحياء البحرية، عبرت باب المندب واستهدفها الحوثي".