كانت أول خطبة جمعة القيت فى المسجد الأقصي بعد تحريرة من الصليبيين على يد السّلطان أبي المظفر يوسف بن أيوب، صلاح الدّين الأيّوبي، في 4شعبان عام 583هـ / 10 أكتوبر 1187م، وقد ألقاها الشيخ محي الدين محمد بن زكي الدين علي القرشي رحمه الله.
محي الدين القرشي ولد عام 550 فى دمشق وهو من بيت القضاء والحشمة والأصالة والعلم، وكان حسن اللفظ والخط، وكان من قاة دمشق، وكان اوبوه وجده قضاة وأبو جده يحيى بن علي، وهو أول من ولي الحكم بدمشق منهم، وكان هو جد الحافظ أبي القاسم بن عساكر لأمه ، وكان مما زاده شرفا أنه شهد فتح القدس مع السلطان صلاح الدين الأيوبي، وكان عمره 23عام، وأسمه على قبة النسر في التثمين بخط كوفي أبيض.
وبعدما فتح السلطان صلاح الدين القدس الشريف دعاة إلى خطبة الجمعة، و كان واحدا من العلماء الحاضرين وجهز كل واحد منهم خطبة بليغة طمعا في ان يكون هو المختار، وبالفعل، تم اختيارة ليخطب أول جمعة صليت بالقدس بعد تحريرها، فلما خطب استفتحها بسورة الفاتحة وقرآها إلى أخرها، ثم قال والحمد لله رب العالمين، ثم قرا أول سورة الانعام {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ نُورًا، ثم قرأ آيات الحمد ذاكرا جميع ما ورد بالقران الكريم عن الحمد، ثم شرع في خطبته قائلا: "الحمد لله أعز الإسلام بنصرة وأذل الشرك بقهرة وصرف الأمور بامره وادام النعم بشكره وجعل العاقبة للمتقين بفضله".
وتوفى ابن الزكي في دمشق في السابع من شهر شعبان سنة 598 هجريه عن عمر يناهز الـ 48 عاما.