حذرت كاتبة أميركية من "التداعيات الخطيرة" لعودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، خصوصا ما ينوي فعله بشأن المهاجرين واللاجئين من إجراءات مخالفة للقانون.
وقالت باتريشيا لوبيز -مخاطبة الأميركيين الذين يتطلعون إلى الرئيس السابق لإصلاح أزمة الحدود مع المكسيك- إن عليهم أن يكونوا على دراية بسياسات الدولة البوليسية الصارمة والمتعصبة التي سيستخدمها لتخليص أميركا من "الهوام التي تسمم دماء البلاد"، مستخدمة تعابير سبق أن أطلقها ترامب على اللاجئين.
وأضافت الكاتبة، في عمود لها بوكالة بلومبيرغ الإخبارية، أن من شأن خطة ترامب للهجرة أن تعيد بعث الماضي المظلم للولايات المتحدة، محذرة من أن هذا الرجل سيطلق يد السلطات الفدرالية وأجهزة إنفاذ القانون وقوات الحرس الوطني لشن مداهمات واسعة النطاق على المنازل لاعتقال المهاجرين "غير الشرعيين"، ويزج بهم في معسكرات اعتقال، كما سيعمل على توسيع نطاق العملية التي تبيح طردهم "دون اتباع الإجراءات القانونية".
بل إنه سيحظر دخول الأشخاص من الدول ذات الأغلبية المسلمة، وسيلغي حق اكتساب الجنسية الأميركية بالميلاد، وسيطرد حتى اللاجئين الذين سُمح لهم من قبل بالعيش في الولايات المتحدة مؤقتا لاعتبارات إنسانية، وفقا لمقال بلومبيرغ.
وحذرت الكاتبة من أن هذه السياسة ليست "هذيانا" من رجل يريد أن يصبح "دكتاتورا"، بل هي خطط معدة سلفا، وهناك أشخاص جاهزون لوضعها موضع التنفيذ.
وذكرت لوبيز أنه على الرغم من أن هذه الخطط ستواجه تحديات قانونية، مما قد ينتهي بهذا الأمر في المحكمة العليا، إلا إن مستشاري ترامب يعتقدون أنهم استدلوا على طرق تمكنهم من تحقيق أهدافهم في إطار القوانين السائدة.
ومرة أخرى توجه الكاتبة حديثها إلى الأميركيين قائلة "إذا كنت تعتقد أنك في مأمن لأنك لست واحدا من هؤلاء (المهاجرين) فعليك أن تعيد التفكير"، ذلك لأن ترامب يخطط لاستهداف الهجرة غير الشرعية والقانونية على حد سواء –بما في ذلك استخدام الفحص "الأيديولوجي" المعزز للتخلص من أولئك الذين يعدهم أشخاصا غير مرغوب فيهم وتقليص أعداد طالبي اللجوء، واللاجئين والحصص المخصصة لهجرة مواطنين من بلدان يبغضها.
ولتأكيد ما ذهبت إليه من استنتاجات، نقلت لوبيز عن ستيفن ميلر -الذي تصفه بأنه المهندس "الحاقد" لسياسات ترامب المتعلقة بالهجرة- قوله للمتطرف اليميني تشارلي كيرك في مقابلة أجريت معه في فبراير/شباط: "لا يهمني ما يحدث في هذا العالم. إذا أعيد انتخاب الرئيس ترامب، فإن الحدود ستُغلق، وسيُنشر الجيش، وسيجري تفعيل الحرس الوطني، وسيعود المهاجرون غير الشرعيين إلى أوطانهم".
وتمضي الكاتبة إلى القول إن من المؤسف أن هناك نموذجا يقتدي به ترامب في خططه لترحيل المهاجرين، وهو جزء "مخزِ" من التاريخ الأميركي يعتقد قلة من الناس أن بالإمكان إحياءه من جديد. فقد سبق أن أطلق الرئيس دوايت أيزنهاور، في عام 1954، اعتقالات واسعة النطاق لمواطنين مكسيكيين سبحوا نهر ريو غراندي على الحدود الجنوبية لدخول الولايات المتحدة بحثا عن عمل.
وقد اختطف ما يقدر بنحو 1.3 مليون فرد من المنازل وأماكن العمل، وأُلقي بهم في مدن عشوائية في المكسيك. واجتاحت المداهمات مواطنين أميركيين من أصول مكسيكية وتم ترحيلهم.
وحذرت لوبيز مرة أخرى أن ذلك العدد سيتضاعف الآن، حيث سيطال الترحيل ملايين المهاجرين وليس مليونا واحدا كما حدث في عام 1954. "إن تمزيق المجتمعات، والتنميط العنصري ومضايقة أي شخص غير أبيض السحنة، ومطالبة الناس مرارا وتكرارا بإثبات جنسياتهم، أمور لم تشهد الولايات المتحدة مثيلا لها على الإطلاق، وتعيد إلى الأذهان قصصا من ألمانيا النازية".
ونصحت الرئيس الحالي جو بايدن باتخاذ إجراء سريع وحاسم بشأن الهجرة، وأن يتجاوز حدود صلاحياته بإصدار أوامر تنفيذية في هذا الصدد