قال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي دانيال هاغاري الأربعاء، إن إسرائيل ستحاول "إغراق" غزة بالمساعدات الإنسانية من نقاط دخول عدة مع تصاعد الضغوط الدولية لمواجهة مشكلة الجوع المتزايدة في القطاع المحاصر.
ومنذ اندلاع الحرب في غزة، تحذّر وكالات الإغاثة من أن سكان المنطقة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون خطرا متزايدا بالمجاعة ما لم تزد كثيرا الإمدادات الغذائية واتهمت إسرائيل بعدم بذل ما يكفي من الجهود لضمان وصول المساعدات الكافية.
وتقول إسرائيل إنها لا تفرض قيودا على حجم المساعدات التي تسمح بدخولها إلى غزة، وتلقي بمسؤولية التأخير على وكالات الإغاثة لكنها تواجه مطالبات متزايدة حتى من أقرب حلفائها لبذل المزيد.
وقال هاغاري لمجموعة من المراسلين الأجانب "نحاول إغراق المنطقة بالمساعدات الإنسانية".
في وقت سابق الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن 6 شاحنات محملة بإمدادات من برنامج الأغذية العالمي دخلت الجزء الشمالي من قطاع غزة، حيث أزمة الجوع حادة على وجه الخصوص، من معبر في السياج الأمني يعرف باسم المعبر 96.
وقال هاغاري إن قوافل مثل هذه ستدخل لاحقا، بالإضافة إلى شحنات من نقاط دخول أخرى وعبر الإنزال الجوي وعن طريق البحر.
وأضاف "نتعلم ونتحسن وندخل تغييرات مختلفة حتى لا نخلق نمطا بل تنوعا في الطرق التي يمكننا إدخال المساعدات عبرها".
لكن هاغاري أقر بأن إدخال الإمدادات إلى القطاع ليس سوى جزء واحد من المشكلة وأنه يتعين بذل المزيد لحل مشكلة كيفية توزيعها بشكل عادل وفعّال على من هم في أمس الحاجة إليها.
وقال "المشكلة داخل غزة هي مشكلة التوزيع".
وتجلت التحديات التي تواجه توصيل المساعدات وتوزيعها بأمان في وقت سابق من هذا الشهر عندما تجمع الآلاف حول قافلة مساعدات وأطلقت القوات الإسرائيلية النار.
وتفتش إسرائيل معظم المساعدات التي تصل إلى غزة عند معبر كرم أبو سالم قبل إدخالها عبر مدينة رفح جنوبي القطاع.
وفي الوقت الذي تكافح فيه وكالات الإغاثة لتوزيع المساعدات، تتزايد دعوات قوى عالمية، منها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى فتح مزيد من المعابر.
وأسقطت الولايات المتحدة بالفعل مساعدات غذائية طارئة على غزة عبر الإنزال الجوي، وتعمل على فتح ممر بحري إلى القطاع.
وتقترب من غزة حاليا سفينة مساعدات في تجربة أولية لتوصيل شحنات الإمدادات عبر البحر، ومن المتوقع أن يعقبها جهد عسكري أميركي لإنشاء رصيف بحري على ساحل غزة من شأنه التمكن من توزيع ما يصل إلى مليوني وجبة يوميا.