من يستمع للرواية الاسرائيلية وعن ملأت مشهد غزة من منظور تل ابيب يستطيع تعليل لماذا تقوم القوات الاسرائيلية بكل هذا الدمار، ولماذا تذعن بعمليات تحويل قطاع غزة الى "خربة غزة" و معيشية أهلها من واقع حضرى إلى حالة خيام يعيش فيها الجميع من دون مواد تقود الإنتاجية ومن دون عمل يظهر مناخات الحياة لكن ستتيح عبرها إسرائيل لتقديم 2 مليون وجبة طعام يوميا وتحرص خلالها اسرائيل منع كل المواد الأساسية المحضرة للطعام من باب عدم خلق ظروف إنتاجية تسمح بتوفر ظروف طبيعية لسكان غزة.
وذلك فى محاولة منها لجعل قطاع غزة يعيش حالة سجن على كامل رقعته ويعيش أهله على الوجبات اليومية وهو ما سيجعل من القطاع يشكل سجن يعتاش أهلها على وجبات السجان اليومية مع فتح ابواب الرحيل للهجرة امام شباب غزة الى دول تنقصها العمالة الحرفية وهو تحتاجهم لسد حالة النقص في الموارد البشرية القادرة على الإنتاجية وهو ما يجعل من غزة القطاع تعيش مناخات طاردة غير صالحة للعيش ولا تتوفر فيها مقومات ادامة الحياة وهو ما يجعلها تعيش واقع "سجن غزة في خربة القطاع".
بيننا ترغب الولايات المتحدة على صعيد متصل لإنشاء مركزا للأسطول الخامس فى شرق المتوسط حيث تتم التحضيرات لميناء غزة ليكون قاعدة عسكرية لها فى شرق المتوسط على غرار المركز الرئيسي لها في البحرين، وهذا ما يعنى أن أمريكا قد وجدت ضالتها فى البحر المتوسط وتريد تعميدها بالتحضير لإنشاء الميناء خلال مدة ستة أسابيع وهي الفترة التي تحتاجها واشنطن لانتهاء فترة التحضيرات لإنجاز هذه المهمة وطى الصفحة الحالية.
وهي الأهداف التي تحمل درجة تباين مع تلك التي تحملها الرواية الاسرائيلية حيث تقوم هذه الرؤية على استهداف ثلاث محددات مركزية خلال مدة ستة أسابيع ينتظر أن تاتى فى زمن الهدنة حيث تضمن لها فى المقام الأول من انتهاء عصر نتنياهو والسنوار والثاني يأتي عبر إنهاء مظاهر العدوانية بالقطاع عبر تكوين "محمية غزة البشرية" وأما الثالثة فإنه يتوقع ان تنهى أشكال العدائية مع القوات الامريكيه، وهذا ما يتطلب إنشاء بيئة جديدة ثقافة حداثية لأهل القطاع ضمن برنامج عمل يسمح بالترحيل البشرى المناوئ لهذه الرؤية والتوطين الثقافى المحبذ لها وبرنامج عملها وهى الصورة الاقرب للرؤية التي حملها برنامج الاطفال "سيمسون" الذى عرض قبل عدة سنوات حيث يتحدث عن بعض الأحداث المعاشة حاليا الأمر الذي يؤكد أن الرؤية الأمريكية كانت معدة مسبقا ضمن استراتيجية عمل يراد تنفيذها وقد حان أوانها.
وهو ما يجعل مناخات غزة القطاع تعيش حالة مخاض بين الرؤية الإسرائيلية لملأت المشهد فى غزة التى تريد تحويلها إلى منطقة طاردة وما تحمله القوات الأمريكية من رؤية لتحول غزة القطاع إلى قاعدة عسكرية يعيش أهلها على طبيعة خدماتية وتشكل أرضية مساندة للقاعدة العسكرية للميناء الحيوي بكل ما يحتويه من موارد طبيعية وموقع تجاري سيصبح فريد.
فبينما تتحفظ الصين على الرؤيه الأمريكية لإنشاء الميناء من دون إذن من الدولة الفلسطينية التي تستطيع إنشاء هذا البناء الحيوى بمساعدة روسيا والصين كما استعرضت بيان قدرتها على انشاءه فى وقت لا يتعدى عشرة أيام يدخل الطرف الاسرائيلي لهذه المعادلة فى بيان تحويل ميناء غزة محطة بحرية تجارية تكون جزء من ميناء اسدود وتقاطع مصر حسب متابعين و التى تريد هي الاخرى من اقتسام م الحدود البحرية فى محيط ميناء غزة مع إسرائيل على غرار ما تم ترسيمه في المساحات البرية فى كامب ديفيد وهو ما يجعل من غزة القطاع يعيش حالة شد بين الرواية الإسرائيلية والرؤية الأمريكية.