قدرت مصادر في النظام السياسي الإسرائيلي، أنه على الرغم من وجود عدد غير قليل من القضايا الحساسة على جدول الأعمال، فمن المحتمل أن الطريقة التي يدار بها مجلس الحرب حتى الآن، لن تكون قادرة على الاستمرار.
وقالت المصادر إن تداعيات الخلافات بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والوزير بيني غانتس، مثل حل تحالف "المعسكر الرسمي"، ومطالبة رئيس حزب "أمل جديد" جدعون ساعر أمس الثلاثاء بالانضمام إلى مجلس الحرب، تضع نتنياهو أمام معضلة.
فبينما يرفض غانتس الالتزام بإعطاء الفضل السياسي لنتنياهو، فإن ساعر يعبر عن نفسه بطريقة أكثر اتزاناً ويتيح لنتنياهو مجالاً للمناورة حتى في حال انسحاب غانتس من مجلس الحرب، لكن إذا قرر نتنياهو ضم ساعر إلى مجلس الحرب، فإن نفس الطلب سيطرح على الفور من قبل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بعد أن طلب إيتمار بن غفير بالفعل مثل هذا الطلب، بحسب أعضاء كبار في الائتلاف الحكومي.
ووفقا لصحيفة "يديعوت أحرونوت" اليوم الخميس، أعرب غانتس علناً عن معارضته لانضمام ساعر إلى مجلس الحرب، وقال إن "من يعمل بشكل جيد لا يحتاج إلى إصلاح".
وفي كلتا الحالتين، تقدر مصادر سياسية أن الفترة المقبلة ستنتج أحداثاً سياسية كبرى تحيط برغبة ساعر بتقديم نفسه كحزب يميني جديد ومنفصل، وإضافة قوى جديدة إليه، بعد انسحابه من تحالف حزب "المعسكر الرسمي" بزعامة غانتس. وكل هذا يحيط بالأزمة بين غانتس ونتنياهو، والتي يعتقد أنها وصلت إلى مستوى جديد بعد زيارة غانتس إلى واشنطن دون موافقة مسبقة من رئيس الوزراء نتنياهو.
غانتس يقول، إن "من المستحيل تجاهل حقيقة أن هناك تحديات في سلوك حكومة نتنياهو. والأسوأ من ذلك هو أن الاحتياجات والأولويات العملياتية الحقيقية تتعرض للخطر نتيجة للسلوك السياسي الذي يهدف إلى منع توسيع صفوف الجيش الإسرائيلي. وبدلاً من استغلال وحدة الشعب والحاجة الوطنية، فإنهم يلحقون الضرر بالجيش الإسرائيلي أثناء القتال ويفاقمون الصدع في الشعب. هذه أخطاء استراتيجية يتعين علينا تصحيحها. لقد كان طريقي دائمًا طريق الاتفاقات والتفاهمات والشراكات، لكن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر".
وفيما يتعلق بسلوك مجلس الحرب الإسرائيلي، وإدارة الحرب في قطاع غزة، ادعى غانتس أن "مجلس الحرب بأكمله متحد بضرورة مواصلة العملية البرية، بما في ذلك في رفح، من أجل تفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس. وكي ننتصر، يجب أن نكون حكماء، وليس فقط عادلين".
كما تناول غانتس الانتقادات الدولية، ملمحًا إلى التوترات مع الإدارة الأميركية، قائلا "من أجل إضفاء الشرعية على هذه الأفعال، يجب علينا جميعا أن نكون متحدين في الاستماع إلى العالم، وإيجاد حلول إنسانية من شأنها أن تخدم الحرب والعملية التي تليها، والتي ستدفعنا إلى نهاية الحكم المدني لحماس".
من جانبه، رد ساعر على كلام غانتس، قائلا على موقع "إكس": "اخترت أن أقول وداعا للوزير غانتس باحترام. لسوء الحظ، فإن معارضة الوزير غانتس لإدراجي في مجلس الحرب ليست ذات صلة وليست لأسباب تتعلق بمصلحة الدولة. تماما مثلما عارض في بداية الحرب ضم عضو الكنيست أفيغدور ليبرمان إلى مجلس الحرب".