حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من خطر الموت البطيء الذي يهدد حياة الآلاف من أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، ومنهم مرضى الفشل الكلوي في قطاع غزة المنكوب، جراء استمرار حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ 160.
وأوضح المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم أن ما بين 1000 و1500 مريض بالفشل الكلوي تتفاقم حالتهم الصحية بشكل حاد جراء نقص الخدمات الطبية والعلاجية والأدوية في أنحاء قطاع غزة، في ظل انهيار المنظومة الصحية والضغط الهائل على المستشفيات وتعطل عمل غالبيتها بسبب التدمير والحصار وانقطاع الكهرباء والوقود والمياه النظيفة، وهو ما أدى إلى وقف تقديم خدمات الغسيل الكلوي الدورية للمرضى.
ووثق الفريق الميداني للمرصد قرابة 60 حالة لمرضى الفشل الكلوي ممن باتوا معرضين لخطر الوفاة في أي لحظة، وذلك بعد وفاة 20 حالة على الأقل بسبب عدم تمكنهم من تلقي العلاج، لافتاً إلى وجود أعداد جديدة من المرضى خلال الأشهر الخمسة الماضية لكنها لم تضم إلى قاعدة البيانات حسب النظام الصحي بسبب استمرار العدوان.
ولفت المرصد إلى أن قائمة وفيات الفشل الكلوي لم تقتصر على المسنين بل شملت أيضاً من هم دون العشرين عاماً، حيث توفي بعضهم على أجهزة الغسيل بسبب انعدام الماء والكهرباء والإمكانات الطبية اللازمة لحالاتهم، فيما أدى استمرار القصف وحصار المرضى في منازلهم لأيام طويلة إلى الازدياد في عدد الوفيات بين المرضى دون تمكنهم من الوصول للمستشفيات، فضلاً عن صعوبة الحصول على المياه الخالية من الأملاح الضرورية لهم.
وحول وضع المستشفيات في جميع أنحاء القطاع، أكد المرصد أن المستشفيات لا تزال تواجه نقصاً حاداً في الوقود والمعدات الجراحية والأدوية بما في ذلك أدوية التخدير، والنقص في الغذاء وبكوادر العاملين الصحيين، ولا سيما في شمال غزة، حيث لا تعمل سوى ستة مستشفيات بشكل جزئي، وهو ما ينعكس مباشرةً على صحة وسلامة مرضى الفشل الكلوي.
ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى تعطل مضخات خاصة بمحطة تحلية المياه التابعة لقسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي في غزة وخروجه من الخدمة نتيجة لانعدام الكهرباء، ما أثر على أجهزة الغسيل وباتت لا تفي باحتياجات المرضى نظراً لارتفاع أعدادهم.
وفيما يتعلق بعمليات غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي، بين المرصد الأورومتوسطي أنها تقلصت لمرتين بدلاً من ثلاث مرات بسبب عدم توافر المياه العذبة والوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء الاحتياطية، في وقت يُقدّر فيه عدد مرضى الفشل الكلوي الموجودين في المجمع حالياً بنحو 40 مريضاً.
وأكد المرصد الأورومتوسطي أن تفاقم معاناة مرضى الفشل الكلوي ترتبط كذلك بالتجويع الذي يرتكبه الاحتلال في القطاع، وخاصة في مدينة غزة وشمالها، حيث يعتمد السكان على البقوليات والمياه الملوثة، ما يؤدي إلى ارتفاع وظائف الكلى وتراكم السموم في جسم المريض.
وجدد المرصد إدانته الشديدة لقيام "إسرائيل” باستهدافها الممنهج للمستشفيات في قطاع غزة، وخاصة في الشمال وفي مدينة غزة باعتبارها جزءاً من جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة منذ نحو ستة أشهر، مطالباً المجتمع الدولي بالتدخل الفوري والجاد لوقف العدوان والكارثة التي يعاني منها المرضى والجرحى في القطاع.