على الرغم من اقتراب وصول مفاوضات الدوحة لأرضية عمل تسمح بالإعلان عن هدن ثلاث متصلة بعد بيان الورقة الضامنة الروسية التركية وتوسيع صلاحية الوفد المفاوض الاسرائيلي بحيث تكون تقريرية ذهب اليها نتنياهو على النقيض من ذلك عندما اخذ يؤكد للرئيس بايدن اهمية استمرار مسرح العمليات وضرورة الدخول لرفح للسيطرة على قطاع غزة عسكريا جاء ذلك في مكالمة هاتفية تعتبر الأولى من نوعها بعد شهر من انقطاع الإتصال بينهما بترتيب من الايباك الذي تدخل بكل قواه من اجل انقاذ الموقف كما يدخل بكل ثقله مع الحملة الانتخابية للرئيس بايدن.
وهو ما جعل من معادلة الحل التفاوضي تغير ثقل ميزانه أثر هذه المعطيات التي جاءت على حد تعبير متابعين لتغير من طبيعة مسار العملية التفاوضية ولتعيد الحديث مرة أخرى عن إمكانية الحسم العسكري بالعمليات الميدانية، وهو ما يأتى نتيجة عوامل بينتها اكسيوس الاستخبارية بالضربة العسكرية الطيران الاسرائيلي لمخيم البريج حيث قائد القسام مروان عيسى ومشاركة البحرية الإسرائيلية بعملية مستشفى الشقاء وعملية اغتيال المبحوح قائد شرطة غزة اضافة مسألة قبول مصر للتفاوض حول رفح بعد الدعم الإماراتي والاوروبي لمصر الذي قدر ب 50 مليار في إطار اللجنة المشتركة الاسرائيليه والامريكيه المصرية حيث أشار تقرير الاستخبارات الأمريكية.
ولتنتهي هذه المعطيات الميدانية بتغير فى ثقل المسار الميداني على حساب المسار التفاوضي بالمكالمة التي أجراها نتنياهو مع الرئيس بايدن بدعم وتنسيق من الايباك التى راحت تؤكد على ضرورة اجتياح رفح وضرورة عودة حزب الله الى حدود الليطاني وضرورة السيطرة على مضيق باب المندب وهو ما يجعل من خطة العمل هذه أشبه ما تكون بحرب إقليمية لما يحويه مسرح العمليات من معارك تجوب ساحات المنطقة كافة و تحتاج لمدد زمنية هذا اضافة الى ما تحتاج إليه من دعم عسكري وعملياتي سيكون مرهون على حد تعبير متابعين ببيان الة العمل بكل تفاصيلها حتى يتم إقرارها أمريكا.
جملة المعطيات هذه جعلت أمريكا تقف على مفترق طرق بين العودة لمسار الانحياز لبرنامج نتنياهو الذي كانت تقف عليه مع بداية حرب غزة او بتمكين موقفها فى منزله الحياد الإيجابي
التي راحت تنسج خيوطه فى الاونه الاخيره ببيان تصريحات شومر الذي يعتبر احد اقطاب الايباك كما هو زعيم الأغلبية فى الكونجرس الأمريكي، وهو الموقف الذي ينسجم إلى حد ما مع الموقف الأردني الذي يؤكد على ضرورة الحل السلمي بالهدن الموصلة الى تسوية ببيان وقف إطلاق النار وهو ما جعل من الأردن تشكل محطه مركزيه تحمل علامة ثقة وبوابة حل تقوم على خطة عمل متصلة تبدأ بالهدن وتنتهى بالتسوية لعدم إعطاء فرصة للحل العسكرى لكى ينتصر على حلول التسويه السلميه التي تعتبر الأساس القويم لانهاء الازمة.
فالموضوع تقف أركانه عند محددات ضيقه يقوم على ترويجها نتنياهو من على قاعدة مربوطة ببيان غير سوى يربط إنهاء مسرح العمليات وحرب الابادة الجماعية التي تشن على الشعب الفلسطيني بدواعي انتصار حماس فى المعركة لان الموضوع جوهرى فى مضمونه و في بيانه ومن المفترض أن يتم وزنه فى سياق مختلف تقوم قاعدته على رفض الحل العسكري والحلول الأحادية لتسوية القضية المركزية للمنطقة لأنها لن تؤدي إلى حلول استراتيجية يمكن البناء عليها فى ترجمة حاله تطبيعيه بين مجتمعات المنطقة بقدر ما تفرض حلول أحادية على الجميع الإذعان لها بدعوى امتلاك حكومة التطرف أغلبية برلمانية في الكنيست وهذا ما يثير السخرية ... سيما وأن الحلول العسكرية لم يسجل لها تاريخيا أن قدمت نتيجة انتصار وان كانت بينت على حالة غلبه في معركة لان الانتصار بحاجة لقرار من الطرف المقابل لإضفاء صفة المشروعية وهو لن يتأتى إلا على طاولة المفاوضات ومسرح التسوية وهى القاعدة الفقيه المعرفية التى يتفق عليها الجميع.
الأمر الذي يجعل من الموقف الأردني المدخل الأساس للحل ويصبح محط إجماع عند الاغلبيه الأممية المزيد من الأغلبيه الشعبية وهو ما تبينه المظاهرات بكل العواصم الدولية وتظهره الزيارات العديدة التي اتخذت من الأردن محطة مركزية بالعنوان والبيان إثر الزيارات المتوالية التى قامت بها كل الدول للأردن من الشرق الأقصى حيث سنغافورة إلى الغرب الأقصى حيث البرازيل عاصمه أمريكا اللاتينية مرورا بالاتحاد الأوروبي بمركز بلجيكا حيث مقر الناتو وهو ما يجعل الأردن وما يقف عليه بسياسته وميزان عمل معادلته القائمة على الهدنة الموصلة لتسوية أحق أن يتبع.