كل عامٍ وأنت بخير يا رمز الخير والعطاء والإيثار والعطف والحنان وإنسانية الإنسان ... يامن يرتبط سر إستمرار الوجود بصبرك وجلدك وسخائك وسهرك وتعبك ورعايتك لفلذات كبدك أيتها الأم المتفانية بطبعك وسجيتك وطهارتك ألتى تكتنز في ثناياها عفو خالق الأمم ولطف ذارئ النسم ... كل عام وأنت بألف خير يامن كنت في يوم من الأيام إبنة أو أختاً أو حبيبة أو زميلة وتابعت رحلتك المجتمعية الإنسانية لتكوين أسرة في كل فرد منها بعض شذى عطرك الفواح أيتها الأم الأيقونة ... فعلى جبين كل وليد ترتسم معالم نظرات لهفتك وانتظارك لقدومه مختزلةً كل أسرار الكون، وها هو خاتم الأمومة محفوراً على وجه أي وليد منذ صرخته الأولى المتماهية بخارطة من الرقة والشوق واللهفة والجمال الفطري المنتشر في حنايا جينات الأمومة بسموها ونقائها وعفتها وطهارتها وآلامها وآمالها وعالم يتجاوز السبع الطباق ليشترط على من يسلك يوم العرض طريق الجنة أن يستظل بأقدام الأم، وبوركت تلك الظلال الميمونة ...
من تموجات شالك الريفي وهو يزين الحقول وبيادر الجنى ... إلى زوايا البيت ورفوف الأواني المنزلية وبجانبها كل المتطلبات ألتي لا تنتهي من ربة المنزل ...
من أزهار ياسمينة فواحة تظلل مدخل المنزل، إلى أصيص وردٍ وكمشةٍ من حبق ونور، ومنهما إلى بوابة مدرسة أو كلية أو جامعة أو مستشفى أو مؤسسة رسمية أو خيرية أو أجتماعية تتنافس فيمن تمتلك من أريج الأمومة أكثر ...
من شهقة روح حانية تتابع أطفالها في الباحة والشارع، إلى تلافيف المدينة بكل مظاهرها وجزيئاتها العابقة بعطر أمٍ لا تعرف الكلل ولا الملل ...
من دمعة خوفٍ واشتياقٍ لمن كبر من الأبناء وشب عن الطوق، إلى أحتضان زوج أودع بين راحتيك ثمرة زواجكما الميمون أو المتعثر، ففي كلتا الحالتين تبقين الأم ألتي أنجبت الأبناء ...
من كل هذا وذاك وكثير غيره تتفتح أزهار الأمومة لتقول لكل أمهات الوطن في أردننا الغالي : كل عام وأنت بألف خير يا أمي التي ولدتني، ويا أماه ألتي لم تلدني وهم كثر، بل أنجبت غيري ... لكل أم كافحت وربَّتْ حتى لو لم تنجب، بل رعت وأحاطت بعاطفة الأمومة النقية من حولها أقول : كل عام وأنت بألف خير أيتها الغالية الراقية الحنونة ... وبطاقة خاصة ممهورة بأنحناء لتقبيل الأكف الطاهرة لأمهات الشهداء الميامين قناديل العتمة وسراج الظلمة وعنوان الرجولة والتضحية والوطنية والفداء ... نعم تحية خاصة إلى أم كل شهيد إرتقى إبنها وهو يترجم ذاتياً نقاء الحليب الذي رضعه، وعاد محمولاً على الأكتاف فاستقبلته أمه بزغرودة حبلى بالفخر في أسمى معانيه وأجل تجلياته، وبالوجع في أقسى صوره وأصعب تداعياته، ولاسيما تلك ألتى تبقى ترددات زغرودتها متعشقة بذرات التراب المنهمر لمواراة قمر أبدر وهو يروي ثرى الوطن بزاكيات الدماء، وبماء اليقين القادر على تفريخ الأمل وشقشقة الصباحات من حندس الظلامية ألتي أرادوا أن يفرضوها علينا وهيهات لهم هيهات ...
معايدة خاصة لكل أمهات الشهداء الذين شعشعوا دفاعاً عن الحق والكرامة والسيادة والقدس والمقدسات وأثبتوا للعالم أجمع أن نهج المقاومة هو المعادل الموضوعي القابل للبناء عليه ...
وبطاقة معايدة مزركشة بالتميز والإبداع لكل نساء فلسطين من البحر إلى النهر مهد السيد المسيح، ومسرى الرسول الأكرم (عليهما السلام) وموطن شعب الجبارين المرابطين الذي فجر ملحمة الطوفان المستمر ولن يتوقف إلا بعد أن تغسل أمواجه الهادرة باحات الأقصى المبارك وروابي القدس الشريف، وتطهرها من رجس القتلة المتوحشين الذين يدعون الحضارة، وكل قيم الإنسانية منهم وبراء.
أخيراً لكل من يشبهني باليتم بعد رحيل الأم حسبه أن يزور قبرها ويعطر خده وشفتيه بلثم أحجار القبر وفتح اليدين بالتضرع والدعاء لها بالرحمة ...
واخيراً لمن يرفل بنعمة وجود الأم أقول : كل عام وأمهاتكم جميعاً بألف خير، وكل عام وأمنا الغالية ألتى تشتاقنا أحضانها الدافئة، فتلمنا وتحنو علينا، وإن عق بعضنا يوماً فهي تبقى الأم ألتى تسامح وتحب وتحرص على حياة جميع الأبناء ...
كل عام وأمنا الأغلى الأردن الحبيب بألف ألف خير ... كل عام الأم والإنسانه جلالة الملكه رانيا المعظمه بألف بألف خير ... كل عام وأمهات الأردن بألف ألف خير وبركة وسعادة .