هنالك قصة عشق لا تنتهي بدأتها امي منذ زمن بعيد مدة تجاوزت عقود وسنين منذ ذلك الوقت كانت هي الأم والاب والسند كانت ولازالت كل شيء في هذه الدنيا … القصة ليس لها علاقة بعيد الأم الموضوع اعمق وأبعد من ذلك بكثير .. القصة لا تبدأ بيوم وتنتهي بعد احتفال او هدية .. القصة هي حكاية عشق وعشق ابدّي لا ينتهي ولا ينقضي تماما مثل قلبها .. هذا القلب العجيب الغريب عطاء لا ينضب حب لا ينتهي دون مقابل ودون انتظار لرد او جزء يسير من كل ذلك العطاء واي رد ..
عندما اهم برد جزء من كل ذلك اجد نفسي وكأن بيدي ريشه اكتب فيها على نهر جاري .. عطائها وحبها وإخلاصها نهر سريع الجريان وانا بكل سذاجه احمل الريشة لاخط على مياة النهر الجاري كلمات جميلة تعيش بالوجدان لام رهنت كل حياتها لنا ..
احاول ان ارد الجميل بريشه اكتب كلمات على مياه تجري بسرعه مياه تجري لتكمل العطاء ..
المشكلة ان الريشه لا تكتب على المياه لكني احاول عبثا ان افهم ما سر هذا التفاني والحب …
اليوم وقد تجاوزت من العمر الخمسة والأربعين وسندس في الجامعه وامي لا زالت تسأل " اكلت يمه " عندما اذهب لزيارتها .. اذهب اليها لاتذوق لذة طعام يصعب فهم عناصره ..
تجاوز عمري الأربع عقود ونيف وعندما تسمع من احدهم انني أعاني من الفلونزا او اي عارض مرضي تتصل بي " دير بالك يمه خذ الدوا واشرب شوربه ساخنه ودفي حالك .. تتصل وتسأل كيف اوس سيما شو عملت بالمدرسة وبلشت تحفظ آيات من القرآن " ..
لست أنا الوحيد بل ان امي لديها من الاولاد والبنات ثلاثة عشر كلهم لديهم عائلات وأولاد وبنات تتصل وتطمئن قلبها علينا جميعا وعلى اولادنا وكذلك على أحفادها وعلى اولاد الأحفاد لقد لامس رقم اولادها وأحفادها واحفاد الاولاد حاجز المئه وكل واحد منا يعتقد نفس الشعور انه المميز لديها وانه يحجز في قلبها مكانه خاصة ..
من اي شيء مصنوع قلب الأم هل هو مثل قلوبنا ذاتها ..!