تسود حالة من الارتباك والقلق في معبر رأس اجدير الحدودي والأهم بين ليبيا وتونس، في أعقاب غلقه إثر تكرّر الاشتباكات بين ميليشيات ليبية تسعى للسيطرة عليه بالقوة.
وقال المواطن محمد في تصريح صحفي وهو تونسي يقتات من نقل البضائع والسلع لبيعها في تونس. إن "ما يحدث في الجانب الليبي كانت له تداعيات وخيمة على نشاطنا، نحن ننتظر بسياراتنا قرار فتح المعبر من قِبل الجانب الليبي من أجل استئناف العمل".
وأوضح محمد البالغ 47 عاما، بينما كان جالسًا إلى جانب سيارته، أنه "في غياب العديد من السلع الأساسية فإن المناطق الحدودية التونسية ستتأثر بشكل كبير من غلق معبر رأس اجدير، خاصة أنه الأهم والأكبر بين تونس وليبيا".
وبحسب ما ذكر مسؤول تونسي فإن "غلق معبر رأس جدير أدّى إلى تحويل حوالي 9000 مواطن تونسي نحو معبر الذهيبة في ولاية تطاوين، حتى يعبروا إلى ليبيا وسط ازدحام كبير".
ومن جانبه قال عبد الرحمن، وهو مواطن ليبي كان يستعدّ لدخول الأراضي التونسية رفقة والدته، إن "والدتي كانت ستتلقّى العلاج في تونس، لكنّ غلق الحدود بسبب الاشتباكات أدّى إلى تعطّل ذلك، ما يجعل حياة والدتي في خطر كبير".
وأضاف عبد الرحمن. أن "الوضع على الحدود هادئ بعد اشتباكات متقطعة، ونرجو من السلطات فتحه؛ لأن هناك حالات طارئة مثل حالة والدتي لا تنتظر حتى يحسم الليبيون أمرهم حول من سيُدير المعبر لفتحه".
وكانت وزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية الليبية قد أعلنت أن ليبيا أغلقت معبر رأس جدير مع تونس، الثلاثاء؛ إثر اشتباكات بين مجموعات مسلّحة وقوات الأمن على الجانب الليبي من الحدود.
وأوضحت الوزارة في بيان أنه "صدرت التعليمات بشكل فوري" بغلق معبر رأس جدير الحدودي "بعد تهجّم مجموعات خارجة عن القانون على المنفذ"، مضيفة أن تلك المجموعات تعتبر ذلك "حقًّا مكتسبًا".
ويهدف هذا الإغلاق "لوضع الترتيبات الأمنية"، وضمان عمل المنفذ "تحت سلطة وشرعية الدولة"، وفق البيان.
من جهته قال رئيس لجنة التفاوض الحدودية الليبية – التونسية مصطفى عبد الكبير، إن "المعبر مقفل فقط من جانبه الليبي، وتونس لم تُحدث أي إجراء جديد أو استثنائي على سير المعبر من جانبه التونسي، ويتواصل دخول التونسيين فقط وسيارات الإسعاف الليبية دون غيرها".
ومن جانبه، قال رئيس حزب الأمة الليبي، أحمد دوغة، إن "الذي يحدث في معبر رأس جدير الآن هو اقتحام قوّة تسمي نفسها قوة إنفاذ القانون إلى معبر رأس جدير، رغم أن هذه القوة ليس من اختصاصها حماية المعابر، وهناك أجهزة أمنية أخرى هي المسؤولة مثل جهاز الجمارك، وجهاز الأمن الداخلي".
وأضاف دوغة ، أن "كل هذه الأجسام كانت تعمل بشكل طبيعي، ولكن وبدون سابق إنذار دخلت المجموعة التي أسلفنا ذكرها بحجة مكافحة التهريب؛ ما أدّى إلى حدوث اشتباك بينهم وبين الأجهزة المسؤولة عن حماية المعبر".
واستنتج: "الآن المنفذ مقفل وسوف تتعطّل مصالح المواطنين؛ لأن هذا المنفذ هو منفذ حيوي بين ليبيا وتونس، وكثير من المواطنين يستعملونه لعدة أغراض وأهمها العلاج والتسوّق". وكالات