قال تقرير نشره موقع "المونيتور" الأمريكي، إن اللقاء الأخير بين الدبلوماسي الصيني كيجيان وانغ ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في الدوحة أثار اهتماما وتكهنات كبيرة.
ورغم أن هذا اللقاء كان بمثابة حدث دبلوماسي مهم وغير مسبوق على حد وصف بعض وسائل الإعلام، إلا أنه لا يدل على تحالف قوي أو انسجام سياسي بين الطرفين، بحسب الصحيفة.
ووصف "المونيتور" اللقاء بأنه أشبه ما يكون بخطوة محسوبة من جانب الصين للحفاظ على نهج عملي في حل الصراعات في الشرق الأوسط مع تعزيز صورتها كوسيط محايد.
وحدد التقرير 3 أسباب مهمة تقف وراء اجتماع الدوحة:
لعبة علاقات عامة مفيدة للصين
تعامل الصين مع حماس، على الرغم من تصنيفها كمنظمة إرهابية من قبل العديد من الدول الغربية، يعكس النهج العملي الذي تتبعه بكين في حل الصراعات.
ويفسر ديل ألوف رئيس شعبة الأبحاث بمعهد "سيغنال" لإدارة العلاقات الإسرائيلية الصينية، الاجتماع بأنه يتوافق مع سياسة الصين المتمثلة في التعامل مع جميع الأطراف المشاركة في الصراعات، وتجنب سياسة "حرق الجسور"، وبالتالي الظهور كلاعب محايد، على حد تعبيره.
كما يمثل الاجتماع حملة علاقات عامة للصين تسمح لها بتصوير نفسها كلاعب بنّاء في المنطقة دون الحاجة إلى حل أي مشاكل، فضلا عن أنه يمثل فرصة لها لتمييز نفسها عن الولايات المتحدة وغيرها من القوى الغربية، لا سيما وسط المشاعر المناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل في الشرق الأوسط.
مواقف الصين من غزة
اتسم الرد الصيني على الصراع في غزة بالدعوة المتكررة الى وقف إطلاق النار وإدانة العنف، دون تسمية حماس على وجه التحديد بعد هجوم 7 أكتوبر، لكن هناك أيضًا بُعدا محليا مهما في سياستها تجاه الصراع؛ إذ إن بكين حريصة على تصوير نفسها كقوة عظمى مسؤولة، وصانعة للسلام أمام الرأي العام المحلي.
وبموازاة ذلك، تعمل الصين على تعزيز سمعتها على المستوى الدولي، لا سيما في العالم الإسلامي والجنوب العالمي، إضافة إلى محاولتها في الوقت نفسه تقويض نفوذ أمريكا.
اختيار الدوحة
إن اختيار الدوحة لعقد الاجتماع بين الصين وحماس له أهمية كبيرة بالنظر إلى أن العلاقات الثنائية بين قطر والصين ازدهرت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، إما في شكل صفقات تجارية كبيرة، أو اجتماعات دبلوماسية.
علاوة على ذلك، فإن اجتماع ممثل الصين مع ممثل حماس في الدوحة يتوافق مع مصالح كل من بكين والدوحة في الحفاظ على الاستقرار وإيجاد حل سياسي بعد الحرب.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم أهمية انخراط الصين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، والذي تجسد في الاجتماع الأخير مع حماس، إلا أن قدرتها على تأدية دور الوساطة في عملية السلام تظل محدودة، كما يرى "المونيتور" الذي يشير الى افتقار بكين الى النفوذ اللازم والأدوات التي تمكنها من فرض تغيير حقيقي.
وختمت الصحيفة، إن انخراط الصين في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني واجتماعاتها مع حماس يخدم مصالحها الإقليمية الأوسع ممثلة بترسيخ نفوذها في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات مع الدول العربية، وتقويض الهيمنة الأمريكية في المنطقة، وجذب دول الجنوب العالمي، وصولا الى الهدف النهائي هو تأمين مكانة بارزة على الساحة العالمية وربما تسهيل عقد مؤتمر دولي لحل الصراع.