فيما قُدِّم لفلسطين واهلها ومقدساتها....لايتقدم على هذا الوطن واهله وقيادته كائنا من كان ..في هذا العالم ....ولايخفى على كل منصفٍ امين .... ما قدمه الاردن على مدى مايزيد على خمسٍ وسبعين عاماً ....للقضية الفلسطينية .....ودونما ضجرٍ او كللٍ او ملل .. انطلاقاً من مسؤوليته الاخلاقية والدينية والوطنية تجاه فلسطين وشعبها الصابر ..واحتضن الاردن بصدر المُحب .... الملايين من ابناء شعبنا العربي الفلسطيني ..في اكبر مخيم لجوءٍ يشهده التاريخ ...وقاسم الاردنيون الفلسطينيين المنكوبين المشردين لقمة عيشهم وقطرة مائهم ...بالرغم من ضيق ذات الحال ....ومحدودية الموارد ....وفظاعة التحديات السياسية والاقتصادية ....ولعل في دماء الهاشميين والاردنيين التي تعانق عتبات الاقصى المبارك ..وأسوار القدس ...وكل شبر ...من ارض فلسطين الطاهرة.....عِبرةً وعظةً ...للمزاودين .. والمشككين .....وأصحاب الالسنة المسمومة الطويلة...المقامرين في مستقبل هذه الامة ...وأجيالها القادمة.... ويكفي هذا الوطن شرفاً ...ان هذه الدماء ..هي الشاهدُ والدليلُ الأبلجُ على حقيقة رابطة الدم والدين والعرق والتاريخ التي تربطنا بفلسطين وأهلها الطيبين ... ولم يفرّطُ الهاشميون...يعضدهم الاردنيون ..في أمانة الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف...وقدموا من أجلها الغالي والنفيس..في وقتٍ تاجر فيه أدعياء المقاومة.....ومنظروها ..وأزلامها .....وحواضنهم....ولازالوا
بالدم الفلسطيني ...وتكسبوا من وراء جراحات الفلسطينيين والآمهم ....في كل بقاع الدنيا .....والذين يسعون اليوم لتأجيج الساحة الاردنية ..بدعوى ...نُصرة غزة هاشم ...ويعيبون على هذا الوطن تمسكه بمعاهدة السلام .....عليهم ان يستحوا ...إن بقي في وجوههم ذرة حياء ...وان يبلعوا ألسنتهم ....وأن ينتهوا عن هذه المزاودة الرخيصة البائسة ...على المواقف الوطنية المشرفة التي تضطلع بها الدولة الاردنية .. ملكاً....وحكومةً وشعباً وجيشاً وأمنا ً... دفاعاً عن حق الفلسطيين في اقامة دولتهم المستقلة.. وذوداً عن المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف ...وانتصاراً لغزة هاشم ....
وللذين يطالبون الاردن اليوم بفتح الحدود ...واعلان الجهاد ...والزحف نحو فلسطين ..نذكرهم ...ان حرب الأيام الستة ..ليست ببعيد ..وان معركة الكرامة....وكراماتها العظيمة ... لازالت تعج فيها ذاكرة الاردنيين.... وأن قوائم الشهداء الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه ..من ابناء هذا الوطن الطاهر ...شاهدةً وحاضرة ...ولانريد ان نفضح....من نكصوا ..وتواروا وتآمروا ....وفرّوا.....بعد ان ملأوا الدنيا ضجيجاً ... وزعيقاً...ومزاودات....وقد اضاعوا مابقي من فلسطين ...وسلّموا الجولان على طبقٍ من ذهب ..وهدّموا أركان مصر العروبة ...وشتتوا شمل هذه الامة ...وأعادوها الى سيرتها الأُولى ...
وفي الحديث عما تشهده ساحتنا الاردنية من مسيرات واعتصامات.تنديداً بالمجزرة الصهيونية البربرية البشعة التي ترتكب بحق شعبنا العربي الفلسطيني على ارض غزة.....فإنه لمن المؤسف ما نسمعه اليوم من اصوات نشاز ..تستبيح الساحات.... وتخرجُ عن قواعد الأدب والحشمة ...وتدعو الى التطاول الفجٍ والوقح على ثوابت هذه الدولة ..وقيمها وعاداتها وتقاليدها النبيلة ..... وتدفع نحو اشعال الساحة الاردنية ...وخلخلة منظومة امننا الوطني ...ومن المهم هنا ان يعي ابناء هذا الوطن الاردني الواحد ...من شتى اصولهم ومنابتهم ...في بواديهم واريافهم ومخيماتهم ...بان هذا الوطن مُستهدف ...وانه مُذ خُلق وهو في عين العاصفة....وان الاردن ...الوطن القوي المتماسك ...هو عون فلسطين ..ودرعها من عاتيات الزمن ....وأن شعارات البعض تحت عباءة الدين او غيرها ...هي شعارات فارغة وخبيثة وماكرة ....لا تهدف الا لفت عضد الوطن ....وهدم اركانه ....