في اردن الخير جسدت القوات المسلحة الاردنية – الجيش العربي منظومة القيم الانسانية النبيلة اذا جعلت على سلم اولوياتها علاوةً عن مهمتها الرئيسية في الدفاع عن ارض وسماء المملكة الاردنية الهاشمية الاسهام في المهام الاغاثية الإنسانية وتسخير جميع امكانياتها ومواردها في هذا الصدد، فالمهمة الإنسانية اليوم جزء لا يتجزأ من عقيدة الجيش العربي الذي ترجم هذا الاسم الى واقع يحمل في طياته اعظم المعاني واجمل العطايا ، إنه الاسم المطرز على جباه نشامى الجيش العربي والذي لم يكن صدفة أو مجرد شعار وإنما هو تأكيد على التزام هذا الجيش بالدفاع عن قضايا الأمة العربية وترابها وأمنها من أي خطر…
اليوم لا أتحدث عن دور الجيش العربي الدفاعي أو المعارك التاريخية أو البطولات التي حققها، فهذه الجوانب على أهميتها المطلقة لا تلخص تاريخ الجيش العربي، فالجيش اليوم يسطر قصة انسانية نُسجت احرفها بماء الذهب، ففي الوقت الذي عجز فيه العالم باكمله عن إغاثة الملهوفين من الأهل في غزة في نكبتهم ومحنتهم نجد بواسل جيشنا العربي اول من سن وأرسى دعائم عقيدة عمليات الإنزال الجوي لإغاثة المنكوبين من الاطفال الشُفع والنساء الثكلى في ظل الحرب الغاشمة على الأراضي المباركة.
انا لا أسرد بقلمي كلماتي لعرض جهد قواتنا المسلحة بقدر ان هنالك حقائق يخطها قلمي في الوقت الذي اُصيب فيه العالم بالعمى عن حجم الظلم والطغيان الذي يرتكبه جيش المرتزقة الغاشم واستخدامه أساليب حرب دخيلة ليست موجودة في قواميس الانسانية، فالحديث عن عقيدة الجيش العربي الانسانية تحتاج إلى مساحة واسعة في القلوب قبل الأوراق لما يقدمه نشامى الاردن من تضحيات يصعب ترجمتها ونسجت حالة أخوية بنكهة انسانية أصيلة متجذرة نابعة من عمق الروابط التاريخية مع أهلنا في فلسطين الحبيبة...
قواتنا المسلحة الأردنية اليوم افرزت ثقافة انسانية جديدة جعلت شعوب دول العالم تخرج عن صمتها أمام مسؤولياتها الانسانية تجاه غزة المنكوبة، فتضاعفت عمليات الإنزال الجوي بمشاركة دول شقيقة وصديقة يسيرون على خطى نشامى قواتنا المسلحة الذين يرسمون كل يوم البسمة على شفاه الاطفال والنساء الثكلى في ظل الحرب المستعرة، كم شعور الفخر والاعتزاز بكم وانتم تحلقون في سماء غزة لتسطروا أجمل لوحات البطولة والنضال في الوقت الذي نرى فيه أطفال غزة على الأرض يلوحون بأيديهم فرحاً وشكراً لله ولنشامى القوات المسلحة الاردنية الذي بنوا جسراً جوياً اغاثياً لهم في محنتهم في هذه الايام المباركة... وفي الختام يعجز اللسان عن شكركم وتقف كلمات الشكر عاجزة عن ايفائكم حقكم، فنتوسل إلى الله العلي القدير أن يحفظ الاردن وقيادته وقواته المسلحة من كل مكروه.