ينخرط الشعب الأردني بكل قواه وطاقاته وقياداته، في مأساة اشقائه الفلسطينيين، الممتدة منذ معركة الشهيد كايد المفلح العبيدات؛ في تلال الثعالب قرب بلدة سمخ الفلسطينية، في نيسان 1920، وإلى أمد ممتد مفتوح، بسبب الدعم الخارجي المتعدد "المرضعات" للحركة الصهيونية.
جاء في سفر التكوين:
"... لِنسلِكَ أعطي هذه الأرض؛ من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات".
إذن، ليست أرض فلسطين فحسب؛ هي التي يستهدفها المشروع الاقتلاعي الاحلالي التوسعي الصهيوني.
بل الأرض الأردنية والمصرية والعراقية والسورية واللبنانية، التي يريدنا عبيداً له فيها، أو مشردين خارج نعيمها.
مواجهة الشعب العربي الفلسطيني الجبار، للاحتلال الإسرائيلي النازي، لم تتوقف، ويجب ان لا تتوقف.
يجب ان تستمر هذه المواجهة، بكل أشكالها؛ العسكرية والسياسية والقانونية والإعلامية والثقافية. وواجبنا أردنيين وعراقيين ومصريين وسوريين، ان ندعمها، وإن دعمها لهُوَ من صميم أمننا الوطني، كما هو من صميم أمن العراق ومصر وسورية ولبنان !!
هذه حرب مفتوحة يشنها الكيان الإسرائيلي، وقعت فيها مئات المعارك الكبرى والصغرى، وستظل تقع، كما هي معركة طوفان الأقصى.
ومعلوم لكل ذي نجدين، ان المعركة ليست مع الكيان الإسرائيلي فقط، بل هي مع رعاته وحماته.
بكت غولدا مائير فرحاً، اثناء حرب تشرين سنة 1973، عندما حطت أول طائرات الجسر الإغاثي العسكري الأميركي في مطار بن غوريون !!
كانت رئيسة وزراء إسرائيل العجوز، وكل وقياداتها العسكرية والسياسية، على درجة يأس مفرطة، إلى أن جاءهم المدد !!
المدد الاميركي والغربي، يأخذ الآن حجماً أكبر بما لا يقارن، مع المدد الإنقاذي سنة 1973.
ورغم التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي الذي تضمنه أميركا، بكلفة مئات المليارات، إلا ان إسرائيل عجزت عن مواجهة طوفان شباب المقاومة الفلسطينية يوم 7 اكتوبر، الذين يحملون أسلحة بدائية !!
معركة طوفان الأقصى، حلقة من حلقات سلسلة الصراع الطويلة، التي يرى المؤرخ اليهودي النزيه إيلان بابيه أنها "ستستغرق سنتين"، ستكونين مضمختان بالدم، ولا يخفف من ويلاتها ان نصرف الطاقات والأنظار عنها إلى ورش مشاغلة داخلية ضارة.