أعلنت المتحدثة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأميركية هالة غريت أنها استقالت من منصبها احتجاجاً على سياسة واشنطن تجاه العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، وذلك في ثالث استقالة على الأقل من الوزارة بسبب هذه القضية.
وكشفت غريت التي عملت في وزارة الخارجية الأميركية لـ 18 عاماً، في حديث للإذاعة الوطنية العامة الأميركية (إن بي آر) أنها تعرضت للكثير من الإسكات عندما تحدثت علانية عن سياسة الولايات المتحدة بشأن الموقف من العدوان على غزة، مضيفة: "كنت أتحمل، على أمل أن أحاول تغيير الأمور من الداخل، إلى أن أدركت في مرحلة ما أنّ هذه السياسة كانت تقوض مصالح الولايات المتحدة، وتزعزع استقرار الشرق الأوسط، وكانت بالفعل سياسة فاشلة”.
وتابعت: "لهذا قررت أنه لم يعد بإمكاني أن أكون جزءاً من العمل، وقررت تقديم استقالتي”، مشيرة إلى أن هذه السياسة التي تتبعها الإدارة الأميركية تقوّض مصداقيتنا بالكامل .. والمعايير المزدوجة التي كنّا نتبعها لم تعد تسمح لنا بالحديث عن حقوق الإنسان، بينما كنا نسمح بالقتل الجماعي للمدنيين”.
ولفتت غريت إلى أنه لم يعد بإمكاننا الحديث عن حرية الصحافة عندما كنا نصمت عن قتل أكثر من 100 صحفي في غزة، موضحة أنها كتبت تقارير يومية إلى الوزارة في بداية العدوان ولأشهر عديدة، تشرح فيها كيف كانت الولايات المتحدة تُرى في وسائل الإعلام، وكيف كانت شعبيتها تتراجع، وتظهر صورتها كشريكة في قتل الأطفال.
يُشار إلى أنه قبل استقالة غريت أعلنت أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان في وزارة الخارجية الأميركية استقالتها، كما استقال المسؤول في وزارة لخارجية جوش بول في تشرين الأول الماضي، واستقال أيضاً طارق حبش، المسؤول الكبير في وزارة التعليم الأميركية، من منصبه في كانون الثاني احتجاجاً على السياسة الأميركية الداعمة للكيان الإسرائيلي.