كشف موقع "واللا" العبري أن رسائل إسرائيلية وُجِّهت إلى البيت الأبيض بأن تل أبيب ستتخذ خطوات عقابية مشددة بحق السلطة الفلسطينية، فيما لو صدرت أوامر اعتقال من الجنائية الدولية في لاهاي بحق مسؤوليها.
ويحبس مسؤولون إسرائيليون أنفاسهم، ترقبًا لقرار المحكمة، الذي قد يحمل إدانات عديدة على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة منذ قرابة سبعة أشهر، فيما تمارس تل أبيب ضغوطًا على واشنطن للتدخل.
الموقع العبري نقل عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، الليلة الماضية، أن إدارة الرئيس جو بايدن تلقت رسائل إسرائيلية، بأنه في حال صدرت أوامر اعتقال من المحكمة ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وغيره، فإن تل أبيب ستلقي بالمسؤولية على السلطة الفلسطينية.
وأوضح الموقع أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت إدارة بايدن بأن على البيت الأبيض التدخل لمنع المحكمة الجنائية الدولية من إصدار أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين، حيث ستؤدي الخطوات التي ستتخذها إسرائيل ردًّا على أوامر الاعتقال إلى سقوط السلطة الفلسطينية.
قلق بالغ
ووفق الموقع، يكمن سبب ذلك في أن نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين في حالة قلق بالغ من احتمال صدور الأوامر، التي ستشمل أيضًا وزير الدفاع يوآف غالانت، ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وآخرين، على خلفية حرب غزة.
وتنظر المحكمة الجنائية اتهامات موجهة ضد إسرائيل وحركة حماس على حدّ سواء بارتكاب انتهاكات تعود لعام 2014، دون أن تحسمها.
وخلال الأسبوعين الماضيين وجَّهت تل أبيب رسائل إلى واشنطن عبر عدة قنوات، وفق ما أورده الموقع، بأن لديها معلومات بأن السلطة الفلسطينية تضغط على مكتب المدعي العام للجنائية الدولية في لاهاي، لكي يصدر أوامر اعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين.
ونقل الموقع عن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين أن تل أبيب أبلغت واشنطن أنها ترى السلطة الفلسطينية مسؤولة عن أوامر الاعتقال المحتملة، وأنها ستردّ بخطوات كبيرة من شأنها أن تسقط السلطة الفلسطينية في رام الله.
إسقاط السلطة
ومن بين الخطوات التي توقّعها "واللا" على سبيل المثال، تجميد أموال الضرائب والجمارك التي تحصّلها إسرائيل نيابة عن السلطة، وأنه دون هذه الأموال ستعلن الأخيرة إفلاسها وتنهار.
وأخبر مسؤول إسرائيلي آخر، فضّل عدم كشف هويته، الموقع أن صدور أوامر الاعتقال أمر "جاد"، وأنه في سيناريو من هذا النوع "ستتخذ إسرائيل قرارات كبيرة ستُسقط السلطة الفلسطينية".
وذكر أن الرئيس الأمريكي أبلغ نتنياهو أنه يعارض التحقيقات التي يجريها مكتب المدعي العام للجنائية، وأن الإدارة الأمريكية وجّهت رسائل إليه بأن صدور أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين سيعد "خطأ"، وأن واشنطن لا تدعم الخطوة.