تتصاعد رياح الاحتجاجات الطلابية المتضامنة مع فلسطين يومًا بعد يوم لتجتاح العديد من جامعات العالم، محوّلة الحركة الطلابية إلى صرخة وعي عالمية هزت أركان الساسة الغربيين.
ووفقًا لخريطة الاحتجاجات، فقد امتدت من اليابان شرقًا حتى المكسيك غربًا، مرورًا بجامعات في كندا وعدة دول أوروبية، وتوسعت مطالب الحركة الطلابية العالمية، حيث شملت التضامن مع الطلبة المحتجين في الجامعات الأمريكية، بعد تدخّل الشرطة الأمريكية بقوة لتكميم الأفواه التي ضاقت ذرعًا من سياسة بلادها العنصرية.
وسائل الإعلام الأمريكية صرّحت علانيةً عن ارتفاع عدد الطلبة المعتقلين لأكثر من 2200 طالب خلال أسبوعين فقط، واللافت أن سياسة القمع التي تتبعها إدارات الجامعات الأمريكية ترتفع وتيرتها دون أدنى مستوى من احترام حق الطلبة بالتعبير عن آرائهم، بل تطلب من الشرطة وقوات الأمن دعمًا أكبر لكبح حركة الاحتجاجات، مما جعل آباء الطلبة يتدخلون مندّدين بإسلوب القمع الذي تتبعه جامعات النخبة التي يدفعون مبالغ هائلة لها مقابل التحاق أبنائهم وبناتهم بها، وفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية التي نقلت سخط الآباء الأمريكبين على ما يحدث.
وعلى عجل، انتشرت عدوى الاحتجاجات الطلابية خارج الحدود الأمريكية.. شرقًا في اليابان التحق طلبة جامعة واسيدا في العاصمة طوكيو بالحراك الطلابي العالمي تضامنًا مع غزة، كما انضمت جامعات: طوكيو، وصوفيا، وتاما آرت، وكريستان الدولية، وهيروشيما، إلى الحراك الطلابي العالمي المساند لفلسطين.
وكان للجامعات الأوروبية تدخّل مفاجئ، حين أعلنت جامعة سيانس بو الفرنسية العريقة أنها ستغلق فرعها الرئيس في باريس بعد أن احتل طلبة محتجّون مؤيّدون لفلسطين مباني جديدة في حرم الجامعة.
وشملت الاحتجاجات في فرنسا جامعة السوربون التي تعرَّض الطلبة فيها لقمع وعنف من قبل الشرطة.
وفي سويسرا احتل حوالي 100 طالب مؤيد للفلسطينيين ردهة مبنى تابع لجامعة لوزان، مطالبين بمقاطعة أكاديمية للمؤسسات الإسرائيلية، ووقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
أما في بريطانيا، فقد أقام طلبة محتجون في جامعتي كامبريدج، ومانشستر، مخيم اعتصام تضامنًا مع الفلسطينيين.
حتى في المكسيك غربًا، نصب عشرات الطلبة المؤيّدين للفلسطينيين في العاصمة مكسيكو، خيامًا أمام جامعة المكسيك الوطنية المستقلّة مطالبين أن تقطع الحكومة المكسيكية العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل.
إنها شعلة أمل شكّلتها الاحتجاجات الطلابية العالمية، لتؤكد أن العدالة لا تقف عند حدود الدول والقوميات، بل هي قضية إنسانية تجمع شعوب العالم في سبيلها.