مئات آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة المنكوب يتهددهم الموت، مع مواصلة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق معبر رفح أمام حركة المسافرين ومعظمهم مرضى وجرحى، عقب اجتياح قواته للمعبر أمس، بالتوازي مع إجبار الاحتلال الطواقم الطبية والمرضى والنازحين في مستشفى النجار شرق المدينة على إخلائه، وبالتالي إخراجه من الخدمة.
محمد أبو جراد المصاب بالسرطان قال لمراسل سانا: كان من المفترض أن أسافر أمس عبر معبر رفح بعد انتظار دام عدة أشهر لتلقي العلاج في الخارج، لكن إغلاق الاحتلال المعبر جاء بمثابة حكم بالموت علي وعلى جميع المرضى، الأمر الذي يحتم على المجتمع الدولي التحرك العاجل لإنقاذ حياة الجرحى والمرضى الذين يحتاجون للعلاج خارج القطاع.
مصطفى قشطة أشار إلى أنه أصيب في شباط الماضي بجروح خطيرة، جراء قصف الاحتلال، ولم يتوفر له العلاج في مستشفيات القطاع، وانتظر منذ لحظة إصابته سفره للعلاج في الخارج، ومع اقتراب موعد السفر أغلق الاحتلال المعبر الذي يعد المنفذ الوحيد لسفر الأفراد ودخول المساعدات الإنسانية.
ولا تتوقف مأساة آلاف المرضى والجرحى على إغلاق الاحتلال لمعبر رفح، فهي تتفاقم يومياً جراء انهيار المنظومة الصحية في مستشفيات جنوب القطاع، وخاصة بعد إخلاء مستشفى النجار شرق رفح الذي يعد أكبر مستشفى في المدينة، ويعالج فيه المصابون بالأمراض المزمنة وخاصة مرضى غسيل الكلى والسرطان.
هدى عودة المصابة بالفشل الكلوي أشارت إلى أنها نزحت من شمال القطاع إلى المنطقة الوسطى في النصيرات، ثم إلى حي الجنينة برفح القريب من مستشفى النجار كي لا تحرم من غسيل الكلى مرتين أسبوعياً، مبينة أنه بعد إخلاء الاحتلال للمستشفى بات مرضى الكلى معرضين للموت.
وأكدت عودة أن مستشفى النجار هو الوحيد في القطاع الذي يوفر غسيل الكلى، وأصبحت هذه الخدمة غير متوفرة في أي مستشفى جراء العدوان، منتقدة تجاهل المجتمع الدولي لمعاناة المرضى في قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة الجماعية والتدمير الشامل لكل المنظومة الصحية.
وزارة الصحة الفلسطينية أكدت أن إغلاق معبر رفح جريمة قتل وإبادة جماعية لآلاف المرضى والجرحى الذين هم بحاجة للعلاج خارج مستشفيات القطاع التي لا يتوفر علاجهم فيها، جراء العدوان وانقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية، مبينة أن أكثر من 11 ألف جريح بحاجة إلى عمليات علاجية عاجلة خارج مستشفيات القطاع.
وأوضحت الوزارة أن هناك أكثر من 350 ألف مصاب بأمراض مزمنة في القطاع معظمهم لم يتلقوا علاجهم، ويموتون ببطء وخاصة مرضى السرطان والكلى والحروق الناجمة عن استخدام الاحتلال أسلحة محرمة دولياً خلال عدوانه، مطالبة المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للسماح بسفر الجرحى والمرضى للعلاج وإدخال المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية إلى قطاع غزة المنكوب.