أثار الكشف عن 3 أمريكيين متورطين في محاولة الانقلاب الفاشلة في الكونغو الديمقراطية تساؤلات غامضة عن طبيعة الدور الأمريكي، وكيفية توظيف المسلحين الذين تسللوا إلى القصر الرئاسي، قبل انكشاف المخطط.
وقالت تقارير إخبارية، إنّ السلطات تكثف من تحقيقاتها حول هوية وارتباطات وشبكة علاقات المتورطين في محاولة الانقلاب، وتم تقديرهم بـ 60 شخصا، بينهم 10 أشخاص لا تزال السلطات الأمنية تبحث عنهم.
مصير مجهول
وبالإضافة إلى العناصر الذين تم القبض عليهم أو تصفيتهم خلال الهجوم على القصر الرئاسي، لا يزال مصير بعض العناصر الذين ألقوا بأنفسهم في نهر الكونغو مجهولا، وتُثار تساؤلات حول ما إذا غرقوا أم نجوا وتمكنوا من الفرار والاختباء في بعض الأماكن.
وكثفت السلطات الأمنية انتشارها الواسع في مختلف الشوارع، والمفترقات الرئيسة والحساسة، في العاصمة كينشاسا.
وقالت تقارير إخبارية فرنسية، إن العديد من الكونغوليين لا يزالون "متشككين للغاية" بشأن المعلومات الرسمية التي قدمتها السلطات، ويتساءل سكان كينشاسا عن نوايا الانقلابيين المزعومين، والسهولة التي تمكنوا بها من الوصول إلى قلب البلاد.
ومن بين التساؤلات التي لا تجد جوابا حتى الآن: "لماذا هاجموا منزل الوزير؟ ثم استولوا على قصر الأمة، وهو مبنى فارغ ليلا، بدلا من التلفزيون الوطني مثلا؟ هل كان هناك تواطؤ؟ هل يمكن الحديث عن فشل أجهزة المخابرات؟ وما الذي أراده هؤلاء الرجال بالضبط، بعد خمسة أشهر من إعادة انتخاب الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، على رأس هذه الدولة الشاسعة والغنية في وسط أفريقيا؟
علم زائير
ويثير رفع علم "زائير" (التسمية السابقة لجمهورية الكونغو الديمقراطية) أيضا تساؤلات عن الخلفية السياسية للانقلابيين المزعومين ونواياهم ومخططاتهم.
وقال كريستيان مالانغا، الزعيم المزعوم للانقلابيين، وهو "مواطن كونغولي متجنس" بحسب وصف السلطات، ساعة دخوله قصر الأمة، قبل أن يقتل بالرصاص: "لقد سقط فيليكس... لقد انتصرنا"، لكن القوات الأمنية وضعت حداً لمغامرته.
ودخل كريستيان مالانغا، وهو جندي سابق يبلغ من العمر 41 عامًا، عالم الأعمال والسياسة، وهو مؤسس حزب صغير للمغتربين: "تحيا زائير، ويعيش أطفال موبوتو".
وفي الفيديو الذي نشره المسلحون بأنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعي، وقف المهاجمون أمام علم زائير، اسم جمهورية الكونغو الديمقراطية في عهد موبوتو سيسي سيكو، الدكتاتور الذي أطيح به عام 1997.
وقبل قصر الأمة، وهو مبنى تاريخي يضم مكاتب الرئاسة، ويقع على ضفاف نهر الكونغو في ضاحية غومبي الراقية، كان المسلحون قد هاجموا على مسافة غير بعيدة من هناك منزل وزير الاقتصاد فيتال كاميرهي، وهو شخصية سياسية كونغولية اختارها الائتلاف الحاكم ليصبح رئيس الجمعية الوطنية.