أكد رئيس الشؤون الدينية وخطيب المسجد الحرام الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن السديس أنه لا مكان في الحج للشعارات السياسية والحزبية والطائفية المذهبية، مشدداً على أن أمن الحرمين وقاصديه خط أحمر.
وحثّ خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة في المسجد الحرام الحجاج على اغتنام نداء إبراهيم عليه السلام، وخامس أركان الإسلام في هذه الأيام الفضيلة، وأكد أنه رغم أنوف المزايدين ستبقى مواقف بلادنا الغالية ثابتة مشرّفة تجاه القضية الفلسطينية، داعيًا المسلمين إلى الدعاء للفلسطينيين بالثبات والنصر في فلسطين العزيزة والمسجد الأقصى.
ودعا الله أن يحفظ المسجد الأقصى من عدوان وظلم الصهاينة الغاصبين، كما دعا المولى -عز وجل- أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وأن يسبغ عليه لباس الصحة والعافية، وأن يجعل ما ألمّ به طهورًا.
وشدد على أنه لا حج بلا تصريح، تحقيقًا للمقاصد الشرعية وجلبها، وابتعادا عن المفاسد وتقليلها، داعيًا الحجاج لترك المحرمات وعلى عدم الزحام والتدافع في المشاعر المقدسة.
وقال "السديس": لقد خصَّ المولى -تبارك وتعالى- بلاد الحرمين الشريفين بِفضائل جليلة، وخصائص كريمة جزيلة، فبِها أول بيت وُضع في الأرض لعبادة الله تعالى، فهو رمز التوحيد والوحدة، والشعائر والمشاعر، والأمن والأمان، ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ﴾، أيها الحجاج الميامين: نزلتم أهلًا وحللتم سهلًا، وهنيئًا لكم هذا الاصطفاء والاجتباء، ألا فاستحضروا دَوْمًا عَظَمَة المكان وحُرْمته، وطهارته وقداسته، فأنتم في رحاب البيت العتيق، خَيْرُ أرض الله، وأحبُّ البِقَاع إلى الله، يقول سبحانه: ﴿جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ﴾، ويقول ﷺ: "إن هذا البلد حَرَّمه الله يوم خلق السموات والأرض، فهو حرامٌ بحرمة الله إلى يوم القيامة" (متفق عليه)، فتعظيمها تعظيم لشعائر الله ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾، ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾.
وقال معاليه: أمة الإسلام، هذا الأمن المكين والأمان المتين، لم يثبت بالتقرير والتأصيل فحسب، بل اسْتَقر واشْمَخر بالوَعْدِ والوَعِيد والزَّجر الشَّديد الأكيد لمن حاول خَرْقَه، أو رَامَ فَتْقَه ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾. وأردف قائلا: إن الحجّ عبادة من أعظم العبادات، له من الشروط والأركان والواجبات ما يجب على كل من أَمَّ هذا البيت أن يعلمها؛ فيعْمل بمقتضاها، فَيُقْبَل حجه عند الله تعالى، في الصحيحين من حديث أبي هريرة أنه قال: سمعت النبي ﷺ يقول: "مَنْ حج لله، فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".