لقد اكرمنا الله قبل أربع سنوات بقبولك في جامعة مؤتة الجناح العسكري جامعة السيف والقلم وكوكبة من زملائك لتلتحقوا بهذا الصرح العظيم الذي قضيت انا فيه اربع سنوات فاحببته وزرعت حبه فيك ، اما وأن موعد التخرج تفصلنا عنه ايام وانت تنزع عنك تعب تلك السنين وزي التلميذ والتعليم لترتدي ملابس العز والميدان ، تزين كتفيك نجمة نزعتها من السماء بتعبك وجدك واجتهادك لتضعها على عاتقك بكل ما تحمل من مسؤولية تجاه وطنك ومليكك . فأقول لك انني بحثت عن اجمل عبارات التهاني فوجدت ان الدعاء لك هو اصدقهاواجملها فبارك الله فيك وبارك الله لك ووفقك أنى ذهبت وأنى ارتحلت وسدد خطاك الى الخير ويسر لك سبل الحلال وكتب لك القبول من اهل السماء والأرض ورضي عنك الله العلي القدير .
ايها الملازم الذي للتو سيخرج الى الميدان يحدوه الأمل ونشوة الجندية وحب الظهور اقول لك إن من ستجد في الميدان هم اخوان لك عاملهم معاملة أخيك وراعي ظروفهم مااستطعت ، فأن احبوك اخلصوا لك حتى في غيابك وأن خافوك فلن تجد ماتتمناه منهم إلا في حضورك ، واعلم ايها الملازم ان صلاحيتك في الميدان هي أخلاقك ومعرفتك والمامك بمجال عملك فهي مصدر قوتك وطاقة ثقتك بنفسك ، واعلم ايها الملازم انك ستواجه اختلاف في الثقافة العلمية فكن بمرونة الميزان انزل بثقل ماتعرف وحاورة بالتي هي أحسن فستجده يرتفع بما من علمك غرف ، وكن عونا لمن لجأ إليك بما يرضي الله وضميرك ، وإياك والظلم فإن أقسى انواع الظلم ظلم المرء لنفسه وهو ان تبيع دينك لدنيا غيرك ، وإياك من لغو الكلام وكثرته فتكثر زلاتك وتعرف هفواتك ، كن صندوقا مغلقا، يهاب جانبه ولايعرف ما بداخله .
اعشق التراب والوطن وحافظ عليه فأنه يجري في عروقنا مجرى الدم بالوريد فهو عزيز صامد امنٌ بجهد النشامى ولقد ضحى الكثير منهم بروحه وافتداه بدمه ومنهم من تعرفهم جيدا وتحتفظ بصورهم في غرفتك أمثال سائد المعايطه ومعاذ الدماني وراشد الزيود لهم الرحمة من رب غفور رحيم .
ايها الملازم تسلح بتقوى الله في السر والعلن وتوكل عليه بكل عمل واجعله الرقيب عليك دائما وابدا فيستقيم طريقك وتسهل مصاعبك ويحميك من كل مكروه انه ولي ذلك والقادر عليه.
لك ولزملائك فوج ضباط مؤته الثالث والثلاثون اجمل التهاني وأصدق الدعاء لكم بالتوفيق والعطاء ، ولقواتنا المسلحة الشكر والعرفان لإعداد هذه الكوكبة المسلحة بالعلم والمعرفة وللقائمين على جامعة مؤته الجناح العسكري كل التحايا وعظيم الامتنان على مجهودهم الرائع ولكل من ساهم في اعداد هذا الفوج من الضباط والأفراد مبارك لكم وحفظكم لخدمة وطنكم وقائدكم عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده المحبوب .