كتب رئيس جامعة اليرموك الدكتور إسلام مسّاد، مقالا في صحيفة الرأي بعنوان " انتخابات نجحت وكما أُريدَ لها"، تناول فيه ما حققته جامعة اليرموك، من إنجاز وطني وديمقراطي أردني تمثل في تنفيذ وإجراء الاستحقاق الطلابي لانتخابات اتحاد الطلبة في دورته الـ 29 وفق ما خطط له من حيث الرؤية والهدف من هذه الانتخابات والمتمثلة بالمشاركة الطلابية الواسعة.
وأكد مسّاد أن جامعة اليرموك أرادت لهذه الانتخابات أن تكون انتخابات على قدر طموحات جلالة الملك ودعواته المستمرة لإطلاق العنان وإفساح المجال أمام شباب الوطن من طلبة الجامعات الأردنية لتكون لهم كلمتهم وأخذ مكانهم في المشاركة في الحياة السياسية والعامة عبر تمكين المواطن للمساهمة في عملية صنع القرار والمشاركة في مسيرة التطور التي تشهدها المملكة في جميع المجالات.
وتاليا نص المقال:
أُسدلت الستارة يوم أول من أمس في جامعة اليرموك على انتخابات الدورة التاسعة والعشرون لانتخابات اتحاد طلبة الجامعة التي أُريدَ لها أن تكون انتخابات على قدر طموحات جلالة الملك ودعواته المستمرة لإطلاق العنان وإفساح المجال أمام شباب الوطن من طلبة الجامعات الأردنية لتكون لهم كلمتهم وأخذ مكانهم في المشاركة في الحياة السياسية والعامة عبر تمكين المواطن للمساهمة في عملية صنع القرار والمشاركة في مسيرة التطور التي تشهدها المملكة في جميع المجالات، ونحن في هذا الصدد ممتنون لإصرار الملك الذي يعوّل على الشباب في قيادة دفّة التغيير النوعي ودفع عجلة الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي إلى الأمام وفق رؤى حداثية توازن بين الأصالة والمعاصرة والتأكيد للقاصي والداني ومن جديد أنهم جديرون بالديمقراطية ممارسة وثقافة وترجمة ميدانية على أرض الواقع.
وإذا كنا نتحدث عن نجاح الانتخابات في جامعة اليرموك كمؤسسة وطنية وتعليمية وتربوية أردنية وشكلت في دلالاتها محطة مهمة من محطات العمل الوطني، فإن ذلك ما كان لولا جملة من الأسباب والركائز التي شكّلت بمجملها النتيجة التي رسمت لها الجامعة وخططت للوصول إليها بكل ما لديها ولدى كوادرها من خبرات عملية وإمكانات فنية وفريق عمل كان منسجمًا ومتناغمًا لبلوغ المُراد، دون أن نغفل عن دور المؤسسات الوطنية الشريكة في صناعة النجاح إذ كان للتعاون الكبير مع الهيئة المستقلة للانتخاب والتنسيق المشترك مع المؤسسات ذات العلاقة وعلى الأخص في محافظة اربد دور جليٌّ في في نجاح وانجاح العملية الانتخابية لتكون بصمة أردنية هاشمية في الديمقراطية والشورى والعمل الجماعي لنتمكن من القول بكل ثقة أنها كانت انتخابات تحاكي انتخابات مجلس النواب التي سوف تجري في وقت لاحق من هذا العام إنفاذًا لتوجيهات راعي مسيرة العمل الديمقراطي قائدنا الأعلى جلالة الملك.
لقد سبق يوم الثامن والعشرين من أيار الجاري عمل تشاركي مضنٍ ومنظم وفق أقصى طاقات وامكانات متاحة للجامعة، وفي هذا الصدد لا يمكن التقليل من أثر البيئة الجامعية المحفّزة التي شكلت أرضية وقاعدة صلبة بتهيئة الأجواء الملائمة للطلبة للانخراط ببرامج وخطط عملية كان الهدف منها إذكاء مفهوم الولاء والانتماء للدولة الأردنية وقيادتها الهاشمية، وتعظيم قيم الحوار والجوامع المشتركة بين صفوف الجسم الطلابي على اختلاف انتماءات الطلبة السياسية والفكرية والحزبية، ولقد آمنت الجامعة أنها للجميع وعلى مسافة واحدة من كل القوى الطلابية بل إنها كانت على الدوام مع الطالب في حراكه الوطني وفي دعم أفكاره ومبادراته الخلّاقة أكانت تلك المبادرات والأفكار سياسية أو دينية أو على هيئة أعمال تطوعية او غيرها، وكل ذلك شكّل صورة لا يمكن نسيانها عندما راح الطلبة على اختلاف توجهاتهم يمارسون حقّهم الانتخابي ويدلون بأصواتهم في صناديق الاقتراع بمنتهى المسؤولية التي أكدت لي أن رهان جلالة الملك وسمو ولي العهد على الشباب هو رهان في مكانه الصحيح وأنهم أهلٌ وثقة لكل دعم يُقدم إليهم، وكم كانت الصورة تبعث في النفس المسرّة عندما أعلنت النتائج وتقدم الزميل الذي لم يحالفه الحظ بالتهنئة لزميله الذي فاز وقدم له التهنئة المقرونة بالدعاء له بالتوفيق والسداد.
على صعيد متصل تجدر الإشارة إلى إزجاء التقدير والمودة للإعلام بكافة وسائله والذي كان أحد الأسباب الرئيسية في نجاح الانتخابات بمراحلها كافة، خصوصا في مرحلة التوعية والتثقيف وتشكيل الرأي العام، كما أنه يعتبر احدى ضمانات نزاهة العملية الانتخابية، كونه إحدى الجهات الرقابية على العلمية الانتخابية مما يقودني إلى التأكيد على الاستمرار في نهج الجامعة بالانفتاح على كافة وسائل الاعلام واشراكها في صياغة الخبر الموضوعي الذي يخدم الفكرة والهدف الذي يعمل الجميع من أجله.
خلاصة القول إن النجاح لا يقوم على الأفراد؛ فالمؤسسة التي تروم تحقيق أهدافها، وتسجيل إنجازات عظيمة، وتحلم أن تتربع على عرش القمة، وتصل للمعالي والمجد، وتصنع لها سمعة براقة، وسجلاً ذهبيًا، فلن تجد ذلك إلا بصناعة فرق العمل التي تعمل بروح الفريق الواحد؛ لتحقق من خلال تلك الفرق أهدافًا فريدة، ومشاركات فاعلة، ونجاحًا دائمًا، وعملاً متميزً، وهكذا وبهذا نجحت اليرموك.