اعتمد مجلس منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) اليوم قراراً بالإجماع والتوافق بين الدول الأعضاء حول قطاع غزة، حذر فيه من أن استمرار العدوان الإسرائيلي عليه سيزيد دمار الأراضي والمنشآت الزراعية ما يعرض 2.4 مليون شخص فيه لخطر انعدام الأمن الغذائي.
وذكرت وكالة وفا أن القرار الذي اعتمده المجلس بعنوان "الوضع في غزة فيما يتعلق بالأمن الغذائي والمسائل ذات الصلة الواقعة ضمن نطاق ولاية المنظمة” جاء في الجلسة الخاصة بمناقشة الأوضاع والمستجدات في قطاع غزة جراء عدوان الاحتلال المتواصل لليوم الـ 251، خلال الدورة الـ 175 لمجلس
منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة المنعقدة في العاصمة الإيطالية روما، خلال الفترة ما بين 10و 14 حزيران الجاري.
وعبر القرار عن قلقه الكبير إزاء الوضع الكارثي في قطاع غزة ونتائجه الكبيرة على المدنيين وبالأخص النساء والأطفال، لافتاً إلى خطورة تقديرات مركز الأمم المتحدة والتي تشير إلى أن نحو 81 كم مربعاً من الأراضي الزراعية على الأقل قد تدمرت جراء العدوان الإسرائيلي.
وتضمن القرار دعوة المجلس إلى مواصلة تقييم الوضع الحالي في قطاع غزة وتأثيره على الحق في الغذاء ومواصلة توفير المساعدات التقنية والمدخلات الزراعية إلى القطاع، مشدداً على ضرورة العمل المشترك لمعالجة التدهور الصحي والغذائي وأثره على الأمن الغذائي في قطاع غزة.
وشدد القرار على ضرورة مواصلة الاستعداد والدعم لضمان الانتعاش المبكر وإعادة الإعمار والتأهيل في قطاع غزة، ودعم دور منسق للإغاثة الإنسانية العليا للقطاع من قبل الأمم المتحدة عند تنفيذ وقف إطلاق النار.
وأكد القرار ضرورة متابعة الأوضاع في قطاع غزة من قبل منظمة الأغذية والزراعة وتقديم التقارير الدورية بهذا الخصوص إلى الدول الأعضاء.
وبالنسبة للمساعدات الإنسانية إلى القطاع المنكوب، لفت القرار إلى أن القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية ومحدودية توزيعها يعمق خطر المجاعة إذا استمر منع دخول المساعدات بهذا الشكل، مؤكداً الحاجة الماسة لإيصال مقومات الحياة الإنسانية الأساسية وخاصة الغذاء والماء والدواء بشكل سريع وآمن وتشجيع إقامة ممرات إنسانية لهذا الغرض، ومنع تهجير الفلسطينيين من بيوتهم.
وحول اعتداءات وجرائم المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، أعرب القرار عن القلق من تصاعد عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين والاستيلاء على الأراضي الزراعية الفلسطينية، وإلحاق الضرر بالمزارع والمخزون الحيوي والحد من وصول الفلسطينيين إلى أراضيهم في الضفة الغربية وهو بدوره ما يؤثر أيضاً على الأمن الغذائي.
من جانبها، رحبت الممثل الدائم لدولة فلسطين في منظمات الأمم المتحدة عبير عودة باعتماد "الفاو” القرار، مؤكدة أنه يأتي في ظل استمرار حرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطيني والتي استهدفت كل شرايين الحياة الأساسية، ما يفرض ضرورة العمل المشترك والجاد لتطبيق ما تضمنه القرار كونه حقاً أساسياً من حقوق هذا الشعب.