حال الارتفاع الكبير في أسعار المواشي وندرة وجودها في قطاع غزة، دون تمكن الغالبية العظمى من الغزيين من شراء الأضاحي استعدادًا لعيد الأضحى، ما زاد من قتامة الظروف التي فرضتها الحرب والتي غيبت أجواء العيد.
وتمنع إسرائيل إدخال المواشي منذ بداية الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، في حين تسببت العمليات العسكرية الإسرائيلية في نفوق عدد كبير منها وتدمير مزارع كان يستخدمها مزارعون لتربية المواشي.
أسعار مرتفعة
ويقول الفلسطيني علي الجمّال، الذي يقيم في مخيم إيواء بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، إنه لم يتمكن من شراء أضحية هذا العام، وهي العبادة التي دأب عليها هو وأسرته منذ أكثر من عشرين عامًا، بسبب الارتفاع الكبير في أسعارها.
وأضاف أن "الأسعار جنونية جدًا بسبب قلة أعداد المواشي وعدم توفرها، ولا أستطيع تحمل هذه التكلفة"، مشيرًا كذلك لأزمة السيولة النقدية التي يعاني منها والتي ستزيد من تكلفة حصوله على أضحية هذا العام.
وتابع "كل أجواء العيد غابت بسبب الحرب على قطاع غزة، ومعاناة النزوح والتشرد التي نعيشها، وكنت أحاول أن أحافظ فقط على عبادة الأضحية تعظيمًا لشعائر الله، لكن في هذه الظروف أصبح هذا الأمر مستحيلًا".
ويتفق إبراهيم العايدي الذي نزح من مدينة رفح إلى تجمع خيام في منطقة المواصي بخان يونس، في أن أيًا من مظاهر العيد لا يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، لافتًا إلى أن الأضاحي أصبحت "حلمًا بعيد المنال" بالنسبة لعائلته.
وقال إنه "قبل الحرب لم تكن بناية تخلو من شخص من ساكنيها مضحٍ على الأقل، لكن في هذا العيد لم أصادف أي شخص اشترى أضحية، بسبب ظروف الحرب القاهرة".
وأضاف "الأسعار مرتفعة جدًا، وأسرتي تحتاج ما تبقى معي من أموال لتغطية احتياجاتها"، متابعًا "حتى لو وفرنا اللحم فلا توجد ثلاجات لحفظها ولا حتى غاز لطهيها".
ظروف قاهرة
ويقول المزارع حسن الكحلوت وهو صاحب مزرعة لتربية المواشي في مدينة دير البلح، إن ارتفاع الأسعار يعود لتكاليف تربية المواشي المرتفعة جدًا، إضافة إلى أن الأعداد المتوفرة من مواشٍ لا تذكر مقارنة باحتياج قطاع غزة في مثل هذا التوقيت.
وقال إن "العجول والأبقار غير متوفرة نهائيًا في قطاع غزة بعد أن نفدت خلال أشهر الحرب الماضية"، مشيرًا إلى أن الغزيين كانوا يعتمدون على ذبحها خلال عيد الأضحى لتوفير الأضاحي.
وأضاف "ما يتوفر هو أعداد وأنواع قليلة جدًا من الخراف ويترواح سعر الكيلو غرام الواحد منها ما بين 55 إلى 65 دولارًا، وهو سعر يفوق أسعارها في الوقت العادي بخمسة أضعاف".
وتابع "إسرائيل منعت إدخال المواشي لغزة، وكذلك منعت إدخال الأعلاف والمواد اللازمة لإطعام وتسمين المواشي التي كنا نربيها في غزة، ما أثر على إنتاجية المزارع، وأعاق إمكانية الحصول على مواشٍ بأوزان مناسبة توفر اللحوم التي يحتاجها السوق".
جريمة حرب
وقال مكتب الإعلام الحكومي في غزة إن "منع الاحتلال إدخال الأضاحي إلى قطاع غزة جريمة جديدة تضاف إلى سجله الأسود، بعد إغلاقه كافة معابر قطاع غزة بالتزامن مع حلول عيد الأضحى المبارك، بما فيها احتلاله وإغلاقه لمعبر رفح الحدودي، وإغلاق معبر كرم أبو سالم".
وأضاف في بيان له، السبت، وصل "إرم نيوز" نسخة عنه أن "منع إدخال الأضاحي يحرم مئات آلاف العائلات في قطاع غزة من فرصة إحياء عيد الأضحى المبارك، وتقديم الأضاحي كجزء من الشعائر الدينية، ما يزيد من معاناتهم في ظل ظروف حرب الإبادة والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشونها".
وأشار إلى أن "منع إدخال الأضاحي إلى قطاع غزة، يعمق الأزمة الإنسانية والتي يعاني منها 2,4 مليون فلسطيني، في سياق حرب الإبادة الجماعية والحصار الظالم بهدف تضييق الخناق على أهالي قطاع غزة وحرمانهم من حقوقهم الأساسية، بما في ذلك حقهم في الاحتفال بالشعائر الدينية".