تحولُ الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية في العديد من الدول العربية دون ممارسة بعض الطقوس قبل وخلال عيد الأضحى المبارك الذي يصادف أول أيامه غدًا الأحد.
واعتادت المجتمعات المحلية في هذه الدول على ممارسة بعض الطقوس التي تتعلق بذبح الأضحية، والزينة في المنازل، وزيارة الأقارب والجيران، وغيرها من العادات احتفالًا بعيد الأضحى.
الأردن
طغت الحرب في غزة المستمرة منذ نحو 9 أشهر على أحاديث المواطنين قبل العيد، إضافة للانتخابات البرلمانية المزمع عقدها في أيلول/ سبتمبر المقبل، وبدرجة أقل الظروف الاقتصادية الصعبة التي منعت فئة كبيرة من شراء الأضحية كما جرت العادة.
واعتاد الأردنيون على ذبح الأضحية وإبراز الزينة أمام منازلهم كشكل من أشكال البهجة بمناسبة عيد الأضحى، لكنها غابت هذا العيد كالعيد الذي سبقه.
تونس
لم يثنِ تصاعد الدعوات إلى مقاطعة أضاحي العيد، وسط ارتفاع حاد لأسعارها، عددًا من العائلات التونسية عن شرائها إما عن طريق الاستدانة أو الاقتراض من البنوك أو بواسطة اشتراك عدد منها في خروف واحد.
ويمثل عيد الأضحى واحدًا من أهم المواسم الاستهلاكية لدى التونسيين، كما يمثل الخروف عادة اجتماعية يصعب التخلي عنها.
سوريا
مظاهر العيد في دمشق تأخذ شكلاً أقرب إلى "المداراة" بما هو ضمن المستطاع وبالحد الأدنى من الفرح، أو القبول بالأمر الواقع بتجاهل قدوم العيد من أصله؛ ولا سيما مع عجز الحكومة عن ضبط الأسواق أو مراقبة الأسعار "الخيالية" أو حتى تحسين دخل المواطن.
وبحسب وسائل إعلام محلية، يتحايل الأهالي لانتزاع فرحة العيد في دمشق بدءًا من معاناة الحصول على الحوالات المالية التي تصلهم من الخارج، والصعوبات التي يواجهها الأهالي في تأمين ملابس العيد لأطفالهم، واضطرارهم للجوء إلى ألبسة البالة أو إصلاح الملابس القديمة.
مصر
وكباقي الدول العربية الأخرى أثرت هذه الظروف على ممارسة أبرز العادات المتبعة في مصر يوم العيد مثل الذبح في الشوارع على مرأى الجميع، حيث يُخرج كل بيت أضحيته ليذبحها أمام بيته وتسيل الدماء التي أهرقت في سبيل الله بالطرقات، في مشهد وتكبيرات تأخذ بمجامع القلب هيبة وسرورًا.
و"الفتة" ملكة المائدة المصرية، وتحضّر بطبخ اللحم مع الأرز والمرق وخلطها مع فتات الخبز، وتُقدَّم للأهل والضيوف مع الخل والثوم.
كما يعتبر المصريون "الرقاق" من الأكلات الأساسية التي تزين مائدة العيد، وهو نوع من الخبز كان موجودًا أيام الدولة العثمانية، وكان يُصنع من الدقيق والملح والماء على شكل دائري رقيق.
أما الكبدة الإسكندراني فكثير من الأسر تقدّمها كفطور في أول أيام العيد، وهي من أشهر الأطباق أيضًا على المائدة في هذه المناسبة السعيدة.