في مجتمع تقليدي يواجه العديد من التحديات والصعوبات، برزت قصة نجاح ملهمة للدكتورة مها كريم المور الهقيش، التي أصرّت أن تكون لها بصمة في تغيير مجتمعها نحو الأفضل.
البدايات:
تقول الدكتورة مها: "حقيقة بدأت قصتي منذ ولادتي في مجتمع تقليدي مثل أي مجتمع في البادية الأردنية. هذا المجتمع مليء بالتحديات التي تواجه الناس بشكل عام، وخاصة المرأة. شكل ذلك تحدياً أمامي وهاجساً منذ الصغر بأن يكون لي دور في التغيير".
لحسن حظ مها، ولدت في أسرة مشجعة ومؤمنة بأهمية التعليم، فكان لذلك الأثر الأكبر في مسيرتها. التحقت بالجامعة الأردنية ودرست علم الاجتماع، وأكملت دراساتها العليا لتحصل على درجة الدكتوراه في تنمية المجتمع المحلي في منطقة البادية الأردنية.
العودة إلى المجتمع:
بعد إتمام دراساتها، عادت الدكتورة مها إلى مجتمعها، مصممة على ألا تواجه الفتيات نفس التحديات التي واجهتها. ركزت على تمكين المرأة الاقتصادي والاجتماعي، مؤمنة بأن التنمية لا يمكن أن تتحقق بدون مشاركة المرأة.
توضح الدكتورة مها: "المرأة جزء أساسي من التنمية، وتمكينها هو أحد الركائز الأساسية، خاصة في المجتمعات المحلية. المرأة في المناطق النائية تعاني من مشاكل مزدوجة، أولاً لأنها امرأة، وثانياً بسبب بعد هذه المناطق عن الخدمات وصعوبة المواصلات والنظرة السلبية لعمل المرأة في قطاعات غير تقليدية".
العمل على تمكين المرأة:
عملت الدكتورة مها على برامج تمكين المرأة، من خلال تدريبها على مهن معينة وتوفير التمويل لإقامة المشاريع الصغيرة. تسعى إلى خلق حاضنات أعمال في المناطق النائية تتبنى مشاريع النساء وتوفر لهن الدعم اللازم.
وتقول: "نحن بحاجة إلى حاضنات أعمال تهتم بالمشاريع وتطويرها، خاصة في المناطق النائية. أتطلع إلى أن نحقق ذلك في المستقبل، رغم أن الموضوع يحتاج إلى دعم".
مواجهة التحديات:
واجهت الدكتورة مها صعوبات في البداية، خاصة في دخول قطاع جديد مثل السياحة. تذكر: "واجهت نظرة سلبية لعمل المرأة في قطاع غير تقليدي مثل السياحة، لكننا عملنا بجد على التوعية والتثقيف. اليوم، تغير المجتمع قليلاً، وأصبح للفتيات دور في الحرف اليدوية وتقديم الخدمات السياحية".
قصة الدكتورة مها كريم المور الهقيش هي قصة إصرار وعزيمة، تجسد قوة المرأة وقدرتها على تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع. بفضل جهودها، أصبحت النساء في البادية الوسطى قادرات على مواجهة التحديات وتحقيق النجاح، مما يلهم العديد من الفتيات لتحقيق أحلامهن..