يُعد الشيخ والقاضي العشائري المرحوم محمد مطيع الزهير من أبرز الشخصيات في تاريخ الأردن، حيث ينتمي إلى قبيلة بني صخر الشهيرة.
ولد في عام 1912 في لواء الموقر بمحافظة العاصمة عمان، في بلدة النقيره. تعلم القراءة والكتابة وختم القرآن الكريم في كتاتيب مناطق نفوذ بني صخر والمناطق المجاورة.
خلفية عائلية وعشائرية
ينحدر الشيخ محمد الزهير من قبيلة بني صخر المنتشرة في المملكة الأردنية الهاشمية، والجزيرة العربية، وشرقها، وجنوب العراق وشماله، وسوريا ولبنان. كانت قبيلة بني صخر تعتمد على حياة البدو الرحل حتى مطلع الأربعينيات من القرن الماضي، حيث انتقلوا مع مواشيهم في المنطقة الواقعة إلى الشرق من سهل حوران شمالًا إلى القطرانة جنوبًا، ووصلوا في الأعوام كثيرة المطر أو قليلة المطر إلى أواسط الجولان وشمال غور الأردن وحتى مناطق الحماد ووادي سرحان.
التحول إلى الاستقرار
منذ مطلع القرن الماضي، تحولت قبيلة بني صخر من حياة البدو الرحل إلى حياة الاستقرار في شرق الأردن، حيث بدأوا في بناء بيوت من الحجر وحفر الآبار لجمع المياه في فصل الشتاء، وكذلك المُغُرً لخزن حبوبهم وتبن مواشيهم.
الشيخ محمد مطيع الزهير: قيادة ورؤية
تميز الشيخ محمد الزهير بذكائه وفطنته وحسن تقديره للأمور، مما أهله لتسلم زمام الأمور وقيادة عشيرته.
كان يستقبل من يقصده طالبًا العون والمساعدة بأشكالها المختلفة.
حرص على تحويل أبناء عشيرته من حياة الرحل إلى حياة الزراعة، واستغلال الأراضي الزراعية، بالإضافة إلى تسجيل الأراضي بأسمائهم.
مساهماته في التعليم والخدمات
ساهم الشيخ محمد بشكل كبير في تشجيع أبناء عشيرته على التعليم، ورغبهم في دخول أبنائهم إلى المدارس.
عمل على تحسين أوضاعهم من خلال الاتصال والتعاون مع إدارات الحكومة المختلفة لتوفير خدمات الصحة والطرق والمدارس والماء والكهرباء لكل قرية من قراهم.
دوره الوطني والعشائري
كان الشيخ محمد الزهير قاضيًا عشائريًا بموجب إرادة ملكية سامية، ولعب دورًا وطنيًا مهمًا في الأردن.
عرف بصفاته الشجاعة والنخوة العربية الأصيلة وإكرام الضيف وإصلاح ذات البين.
ساهم في توحيد الصفوف العشائرية وحل القضايا العشائرية بمواقف حاسمة.
إرثه
خلّف الشيخ محمد الزهير أبناءً وبنات بارزين في مختلف المجالات من أبرزهم الشيخ المرحوم بركات الزهير ، القاضي العشائري الأول في الأردن، بالإضافة إلى أبناء آخرين تقلدوا مناصب رفيعة في الدولة والجيش والأمن العام .
كان الشيخ محمد الزهير الجبور رجلًا مشبعًا بنسيم الأردن وأخلاقيات أهله، يحمل هموم وطنه ويعبر عنها بكل كبرياء. لقد سجل في ذاكرة الزمن أروع مواقف الحق والبطولة.
رحمة الله على الشيخ محمد الزهير ، وأسكنه فسيح جناته.