أفادت السلطات اليونانية يوم أمس بامتداد حرائق الغابات في البلاد ووصلت إلى أطراف العاصمة أثينا، حيث امتد الحريق إلى ضواحي أثينا وأجبر السلطات على إجلاء مئات الأشخاص بعدما طالت الحرائق الأشجار والمنازل والسيارات.
وتفصيلاً، ذكرت وسائل الإعلام اليونانية أن أكثر من 700 رجل إطفاء مدعومين بمتطوعين و199 سيارة إطفاء و35 طائرة يكافحون لإطفاء الحرائق التي اندلعت في الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي.
واندلع الحريق الذي يغطي دخانه جزءًا من سماء العاصمة، بعد ظهر الأحد في فارنافاس على بعد 35 كيلومترًا شمال شرق أثينا، وأرغم امتداده السريع البلاد على طلب المساعدة.
وطلبت الحكومة المساعدة من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى لمواجهة الحريق الذي خرج عن السيطرة لليوم الثاني على التوالي، وتأجج بفعل الرياح العاتية التي دفعته من التلال المشجرة شمال المدينة.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية بالاز أوجفاري في بيان رسمي إنه تم "تفعيل آلية الاتحاد الأوروبي للحماية المدنية بطلب من السلطات اليونانية”، مضيفًا أن إيطاليا وفرنسا والتشيك ورومانيا سترسل وحدات للمساعدة.
ومن جانب آخر أعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان الاثنين أن باريس سترسل 180 إطفائيًا و55 شاحنة إطفاء ومروحية لمساعدة اليونان في إخماد الحرائق، وفقًا لروسيا اليوم.
وأرغم الحريق السلطات على إصدار أمر بإخلاء مناطق جديدة في الضاحية الشمالية الشرقية لأثينا الاثنين، بعد مدينة ماراثون أمس والتي يبلغ عدد سكانها أكثر من سبعة آلاف نسمة.
وقال سيموس روسوس رئيس بلدية خالاندري، إحدى أكبر المدن في شمال شرق أثينا، لقناة "اي آر تي” إنه طلب إخلاء الأحياء الأكثر قربًا من الحريق، مضيفًا : "بسبب اتجاه الرياح، قررنا إجراء عملية إجلاء وقائية بسبب قرب الحرائق من المناطق السكنية".
وأوضح فاسيليس فاثراكويانيس المتحدث باسم فرق الإطفاء في مؤتمر صحافي أن "قوات الحماية المدنية خاضت معركة طوال الليل، وعلى الرغم من الجهود الجبارة لا تزال رقعة الحريق تتسع بسرعة كبيرة ويتجه نحو بينتيلي” على مسافة 15 كيلومترًا شمال شرق العاصمة.
وتم إخلاء ما لا يقل عن خمس بلدات صباح الاثنين فضلاً عن مستشفيين أحدهما للأطفال والآخر عسكري في بينتيلي، كما فتحت السلطات ملعب أواكا الأولمبي في شمال أثينا لاستقبال آلاف الأشخاص.
وأدى الحريق ليل الأحد الاثنين إلى إخلاء 8 قرى ومدينة ماراثون التاريخية على مسافة 40 كيلومترًا شمال شرق أثينا والتي تضم أكثر من 7 آلاف نسمة، نقلوا إلى مدينة نيا ماكري الساحلية.
وأفادت شبكة "إي آر تي” بأن الحريق بات يمتد على أكثر من 30 كيلومترًا وألسنة النيران يبلغ ارتفاعها أحيانًا أكثر من 25 مترًا.
وأفاد وزير الدفاع المدني فاسيليس كيكيلياس بأنه تم نشر 670 عنصر إطفاء و183 آلية فيما تُحلّق 32 طائرة فوق المنطقة.
ومع وصول الدخان إلى العاصمة اليونانية، نبّه اتحاد أطباء الرئة إلى ضرورة تجنب ممارسة الرياضة في الهواء الطلق وتخفيف الحوامل والأشخاص الضعفاء من رحلاتهم في الهواء الطلق.
ويحذّر العلماء من أن الانبعاثات الناجمة من الوقود الأحفوري تطيل أمد موجات الحر وتزيد تواترها وشدتها حول العالم، فيما تسجل مناطق أخرى من أوروبا أيضًا درجات حرارة مرتفعة.